المقالات

الأهلي .. صمود أنهكته كثافة المباريات !

استطاع الأهلي أن يصمد أمام كثافة المباريات لفترة طويلة، لكن واقع الظروف القاسية التي يتعرض لها فرض نفسه في النهاية. هذه المرة دخل الفريق مواجهة الأمس وقد استنزف جزءًا كبيرًا من مخزونه البدني والذهني والنفسي، نتيجة محاولاته السابقة للحفاظ على الإيقاع وسط زخم متتالٍ من المباريات والضغوط .

صحيح أن الأهلي قاوم الضغط وحاول الحفاظ على توازنه، لكن حجم الصمود كان مرهقًا بشكل واضح وسط ظروف ضاغطة ومتلاحقة. هذا الإرهاق ظهر بوضوح في الملعب، سواء في البطء بالارتداد الدفاعي أو في التراجع الواضح للحدة البدنية مع مرور الدقائق، خصوصًا في الشوط الثاني الذي كشف الفارق في الجاهزية .

ومع ذلك، فإن المأخذ الأكبر لا يقع فقط على كاهل الفريق. الأهلي لم يكن يخوض مباراة عادية، بل كان يمثل الوطن في بطولة عالمية ترعاها أكبر جهة رياضية “FIFA” وفي يوم هام وعلى أرض الوطن، وهنا كان من الطبيعي أن يجد الدعم المعنوي الحقيقي من الاتحاد السعودي لكرة القدم ومسؤولي الرياضة عامةً . لكن الغياب كان واضحًا ومخيبًا ؛ لم تُقدَّم له أي سبل دعم استثنائية تخفف من وطأة الجدولة المرهقة أو تمنحه الزخم النفسي المطلوب لمثل هذه المناسبة .

الفريق قد يصمد أمام ضغط المباريات، لكن الاستمرار في هذا الصمود بلا دعم كافٍ يُنهك أقوى الأندية . وما حدث بالأمس يفتح باب التساؤل: كيف يمكن لفريق يمثل الوطن أن يخوض مواجهة بحجمها وظروفها دون أن يجد المساندة التي يستحقها ؟

الأهلي خسر، نعم، لكن الدرس الأهم أن التمثيل الخارجي ليس مجرد مشاركة، بل مسؤولية تتطلب دعمًا كاملاً من كل الجهات، حتى يبقى الفريق قادرًا على الظهور بشخصيته الحقيقية وصورته التي تليق بسمعة الكرة السعودية أمام القارة والعالم .

رياض السلمي
Riyadh_Sulami@

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى