لسنوات طويلة، ظل أرسنال يشارك في دوري أبطال أوروبا كضيف شرف، يحضر ويغادر دون أن يترك بصمة حقيقية. لكن هذا الموسم، موسم 2024-2025، يبدو أن شيئًا مختلفًا قد حدث. الفريق اللندني لم يعد مجرد رقم في الجدول أو خصم سهل في الأدوار الأولى، بل أصبح أحد أقوى المرشحين لنيل اللقب، بعد أن قدّم عروضًا تؤكد أن “المدفعجية” استعادوا هيبتهم الأوروبية.
منذ أول مباراة في دور المجموعات، بدا أن الفريق تحت قيادة ميكيل أرتيتا قادم بشخصية جديدة وروح مختلفة. لم يعد أرسنال ذلك الفريق المتردد، بل أظهر انسجاماً واضحاً وتنظيماً عالياً على مستوى المنظومة بأكملها. الأداء الجماعي هو ما يلفت الأنظار، لا يوجد نجم واحد يخطف الأضواء، بل فريق يتحرك كوحدة واحدة، من الحارس رايا إلى خط الهجوم بقيادة ساكا ومارتينيلي.
وفي أصعب المحطات، لم يتراجع أرسنال. لقاؤه مع ريال مدريد في سانتياغو برنابيو كان بمثابة اختبار حقيقي لقوة الشخصية، وقد نجح الفريق في اجتيازه بجدارة. لم يكتفِ بالدفاع، بل فرض أسلوبه وقدم كرة قدم شجاعة، ليُثبت أن مكانته بين الكبار ليست مصادفة.
ما يميز أرسنال هذا الموسم ليس فقط جودة الأداء، بل العقلية الجديدة التي يحملها اللاعبون. لم تهتز أعصابهم تحت الضغط، لم يفقدوا التركيز، بل أظهروا نضجاً كبيراً وقدرة على الحسم في اللحظات الصعبة. ويبدو أن أرتيتا قد نجح أخيرًا في ترسيخ ذهنية الفوز داخل غرفة الملابس.
اليوم، لم يعد أرسنال يكتفي بالمشاركة، ولم يعد الحديث عن الاكتفاء بالمراكز المتقدمة، بل باتت الجماهير تؤمن أن اللقب الأوروبي ممكن. الفريق يملك التوازن، الروح، والجودة التي تُمكّنه من الذهاب حتى النهاية.
وإن واصل بهذه الروح وهذا المستوى، فقد نكون أمام موسم تاريخي يُعيد أرسنال إلى منصات التتويج القارية. لأن هذا الفريق، ببساطة، لا يشبه أرسنال الذي عرفناه في السنوات الماضية… هذا فريق يعرف ماذا يريد، ويبدو مستعدًا لتحقيقه.
تابع آخر أخبار المدرج عبر Google News
