اخبارالكرة العالمية

الجزائر إلى دور الـ16 بفضل بيتكوفيتش ومحرز

تأهل المنتخب الجزائري رسميًا إلى دور الـ16 لبطولة أمم إفريقيا بعد الفوز الثمين على بوركينا فاسو بهدف نظيف سجله رياض محرز من ركلة جزاء في الشوط الأول، ليمنح “الخُضر” صدارة مريحة مؤقتة في مجموعتهم بعد فوز سابق على السودان.

عودة الجزائر للأدوار الإقصائية

بعد تتويجه بلقب 2019، عانى المنتخب الجزائري من خروجات متتالية من دور المجموعات في نسخ 2021 و2023، ما دفع الاتحاد إلى إحداث تغييرات إدارية وتعاقد مع السويسري فلاديمير بيتكوفيتش. المزج بين وجوه جديدة ومخضرمين أعاد الانسجام والنتائج الإيجابية، إذ حقق الخُضر الفوز على السودان ثم بوركينا فاسو وتأهلوا إلى مرحلة خروج المغلوب للمرة الأولى منذ 2019.

المواجهة الأخيرة في دور المجموعات مع غينيا الاستوائية تبدو هامشية من حيث التأهل، ويتوقع أن يمنح المدرب فرصة للبدلاء لإراحة العناصر الأساسية وتجهيز الفريق لمنافسات الأدوار الإقصائية.

بيتكوفيتش: منتخب قابل للتشكيل مثل قطعة من الصلصال

أظهر بيتكوفيتش خلال المباراة رغبة واضحة في التنويع التكتيكي والاعتماد على مجموعة مرنة من اللاعبين. بدأ اللقاء بإجراء ثلاثة تغييرات على التشكيلة التي واجهت السودان، ثم اعتمد تحولات متكررة بين 4-2-3-1 و4-3-3 وصولًا إلى 5-3-2، ما دلّ على قدرته في إعادة تشكيل الفريق وفقًا للملعب والظروف.

الإصابة المبكرة لجوان حجام أجبرت الجهاز الفني على تغييرات سببت إعادة توزيع الأدوار، حيث عاد ريان آيت نوري إلى الظهير الأيسر ومرر محمد عمورة إلى الجهة الهجومية، فيما دفع المدرب ببغداد بونجاح ليشغل قلب الهجوم. قدرة بيتكوفيتش على التكيّف وإدارة المجموعة كانت واضحة، لكن التحولات المتكررة تحمل أيضًا مخاطرة إذا تحولت إلى هوس تكتيكي بدلاً من ثبات مشروع طويل الأمد.

الجودة الفنية والقرارات الدفاعية

اعتمد المنتخب على التفوق الفني للهروب من المواجهات البدنية القاسية التي فرضها لاعبو بوركينا فاسو، وهو ما ظهر جليًا بعدما تمكن الجزائريون من تحويل المباراة لصالح الجانب الفني بعد بداية بدنية قوية. جودة اللاعبين، بما في ذلك التمرير والاستلام والمراوغة، كانت عامل التفوق الأبرز، كما برز حارس المرمى لوكا زيدان بكفاءته في التمرير الطويل والقصير.

في النصف ساعة الأخيرة استهدف بيتكوفيتش تطبيق دفاع إيجابي مع البحث عن المرتدات، لذا فضل الاعتماد على عناصر شابة وسريعة قادرة على تنفيذ هذا النهج، حفاظًا على جاهزية المجموعة لمراحل الحسم.

مساهمات فردية: محرز ومازا يبرزان

رياض محرز افتتح التسجيل من ركلة جزاء وغادر الملعب بعد 60 دقيقة، حيث بدا مستاءً بعض الشيء من قرار الخروج، لكن الأرقام تكشف أن دوره في تلك الفترة كان محدودًا تكتيكيًا بسبب تحويل سير الهجوم نحو الجهة اليسرى. محرز أصبح هداف البطولة بثلاثة أهداف، وقدّم الهدف الحاسم ليحصل على أكبر نصيب من مجريات الانتصار.

من جانبه، أثبت إبراهيم مازا أنه عنصر مؤثر في تشكيلة الخُضر، وحاز على جائزة رجل المباراة بعد أداء لافت تضمنت مراوغات قوية ومرونة تكتيكية انتقلت به بين عدة مراكز داخل الملعب. مازا يبدو مرشحًا لأن يكون إضافة دائمة للمنتخب خلال الفترة المقبلة.

الخلاصة: الجزائر قدمت مباراة متوازنة بين الأداء الفني والمرونة التكتيكية، ونجحت في تحويل ظروف المباراة لصالحها بفضل جودة اللاعبين وإدارة مدرب قادرة على إعادة تشكيل التشكيل حسب الحاجة، مع ضرورة موازنة ذلك مع الحفاظ على استقرار الخطط مستقبلاً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى