اخبارالكرة الاسبانية

ناكاي: من 0.01% إلى حلم البرنابيو

حلم «ديزني لاند» المدريدي

بدأت رحلة ناكاي مع ريال مدريد كرهان شبه مستحيل؛ إذ قيل لوالده إن فرصة توقيعه لا تتجاوز 0.01% ونُصح بأخذ التجربة كاختبار فقط. رغم ذلك، سافر الطفل البالغ من العمر تسع سنوات متمسّكاً بالأمل، وبعد معسكر تدريبي وجولة مباريات أعلنوا لهم بعد أسبوعين أنهم سيوقعون معه. يتذكر والده شعوراً غامضاً باليقين عندما رآه في المطار، وهي ذكرى صار لها بريق خاص في ذاكرته.

ويحكي ناكاي بابتسامة عن لقبه «بيبي»، قائلاً إن والدته أطلقت عليه الاسم منذ عمر الثانية لأن إخوته كانوا يجعلونه يبكي وكان يكرر صوت “بي، بي، بي”، ليصبح هذا الاسم جزءاً من هويته داخل أسوار النادي الذي وصفه بأنه يشبه “ديزني لاند” بالنسبة له؛ مكان أحلام تستحق عبور نصف العالم لأجلها.

نصائح أساطير البرنابيو

تحدث ناكاي عن تأثير ثقافة ريال مدريد عليه وما اعتبره قاعدة ذهبية: أنك لا تغادر النادي بقرارك الخاص بل بطردك، احتراماً لعمق النادي ومكانته. تصعيده إلى تدريبات الفريق الأول في السادسة عشرة كان لحظة مهيبة مليئة بالرهبة، ويتذكر كيف نصحه مارسيلو بالهدوء، بينما قدّم له توني كروس نصيحة عملية: “العب السهل وفكّر قبل أن تستلم الكرة”.

ويكشف عن شدة الذهنية التي يفرضها زملاؤه في التدريبات الصغيرة، حيث يتعاملون مع كل مباراة كأنها نهائي دوري أبطال أوروبا، ما يرفع مستوى التنافس ويصقل شخصية اللاعبين حتى يصبحون أبطالاً على الصعيد القاري.

صراع الهوية والتحديات الخارجية

لم تكن الرحلة خالية من الصراعات الداخلية؛ فالتربية اليابانية التي نُشئ عليها ناكاي تمنح القيم والأدب أهمية تفوق كرة القدم، وذكر موقفاً حيث وبخته والدته بشدة لأنه لم يصافح الخصوم بعد مباراة قدم فيها أداءً سيئاً. تعلم أنه خارج الملعب يمكنه أن يظل يابانياً متحضراً، أما داخل الملعب فكان عليه أن يتبنّى قدراً من “الحدّة” والشرسة التنافسية لكي ينجح.

كما مرّ بفترات صعبة حين منعته لوائح الفيفا الخاصة باللاعبين القصر من المشاركة، ما جعله يتدرّب وحيداً لفترات طويلة ويشعر بإحباط بالغ، لكنه لم يفقد إيمانه بوجوده في المكان الذي يحلم به ملايين الأطفال.

الواقعية والطموحات المستقبلية

بعد خروج على إعارات حتى وصل إلى ليغانيس، اصطدم ناكاي بواقعٍ مختلف عن بيئة الريال المثالية، ما جعله يعي أن ما عاشه داخل النادي كان استثناءً وأن التحدّي الحقيقي يبدأ حين تخرج للقاء العالم الحقيقي لكرة القدم.

رغم معاناته حالياً من إصابة في الغضروف المفصلي، يظل طموح ناكاي كبيراً: لعب دوري أبطال أوروبا، الفوز بجائزة رجل المباراة كما رأى بنزيما يفعل، والتمثيل مع منتخب اليابان في مونديال. يخطط أيضاً للعب لأطول فترة ممكنة وربما حتى سن الأربعين، ثم تكريس تجربته لمساعدة الأطفال وإنشاء جمعية تربط بين اليابان وإسبانيا في المجال الكروي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى