اخبار

الإعصار المغربي يواصل زحفه: الأردن في مواجهة أسود الأطلس

أثبت المغرب أنه ليس مجرد ظاهرة عابرة في عالم الكرة، بل هو تجربة مستمرة تجني الثمار في مختلف المجالات.

لم يكن الخميس الماضي عادياً في الدوحة، حيث تحول ملعب لوسيل إلى مسرح لواحدة من أكثر القصص إثارة في تاريخ كرة القدم العربية. منتخب المغرب، الذي أصبح عنواناً للتميز، واصل مسيرته نحو القمة ليترك خلفه منتخب الأردن الذي يستحق الاحترام، تحت قيادة مدربه المغربي جمال السلامي.

حين يصطدم الحلم الأردني بالواقع المغربي

دخل الأردن المباراة بعدما سجل قصة تاريخية، منتخب صامد، متلاحم، قوي من الناحيتين الفنية والتكتيكية، حيث تأهلوا للنهائي بعد التغلب على قوى عريقة كحالة مصر والسعودية. وقد تمكن السلامي من تشكيل فريق يعدّ مثالاً للتنظيم والقوة، لكنهم واجهوا خصماً لا يقبل التهاون.

بدأت المباراة بتقدم مغربي مبكر، حيث سجل أسامة طنان هدفاً مذهلاً من مسافة بعيدة في الدقيقة الرابعة، لينبه النشامى لجدية المحطة المقبلة.

انفجار أردني.. ولكن

الأردن ثبت في مواجهته، وتحت ضغط قوي من لاعبي المغرب، إلا أن علي علوان، هداف البطولة، استعاد الأمل بهدفين، أولاً بتسجيل هدفه قبل أن يعلن عنثقة لاعبي السلامي بتسجيل ركلة جزاء في الدقيقة 68.

لكن الأسود لم تتزعزع، فسرعان ما أدرك عبد الرزاق حمد الله التعادل بحركة بارعة، ليظهر إصرارهم القوي على الاستمرار، حيث شهدت الأشواط الإضافية تفوق المغرب مرة أخرى واضعاً النهاية بمواجهة قوية.

3 مواجهات.. رسالة واحدة

كان النهائي ضد الأردن حلقة جديدة في سلسلة بدأت منذ فترة طويلة، عنوانها: “المغرب لم يعد يتعلم، بل أصبح المعلم”.

في أولمبياد 2024 في باريس، قابل المنتخب المصري نظيره المغربي ظاناً أن التاريخ كفيل بحمايته. ولكن انتهت المباراة بفوز مغربي ساحق بستة أهداف نظيفة.

وفي تشيلي، تجلى ذلك رسمياً في نهائي كأس العالم للشباب، عندما انتصر المغرب على الأرجنتين، مما يؤشر إلى بداية قوة جديدة في عالم كرة القدم.

البداية الحقيقية لم تكن هنا

لفهم ما يحدث الآن، يجب العودة إلى ديسمبر 2022، عندما واجه المغرب فرنسا في نصف نهائي كأس العالم وعاد مرفوع الرأس رغم الخسارة. لم يكن المركز الرابع عزاء بل مدخلاً لمشروع طموح بدأ منذ ذلك اليوم.

انطلقت الفئات السنية نحو تألق جديد، مع وجود حضور مغربي قوي في بطولات FIFA بكافة التصنيفات، من الناشئين إلى الرجال والسيدات.

ما يخيف الآخرين حقاً

لم تعد النتائج فقط تثير القلق بين المنافسين، بل الطريقة التي يلعب بها المنتخب المغربي، حيث يقوم على نموذج مؤسسي يشمل أكاديميات تدعم تطور اللاعب قبل كل شيء. وعندما يصلون إلى النهائيات، فإنهم يظهرون كأصحاب الأرض.

ماذا بعد؟

السؤال الذي يحضر هنا، بعد أن جابه المغرب مصر والأرجنتين والأردن، من سيواجه الإعصار المغربي التالي؟ المنتخب الذي يعرف قوته لا يسعى لإثبات شيء، فقط يواصل الصعود دون الالتفات إلى الخلف.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى