اخبارالكرة الاسبانية

ريال مدريد في عين العاصفة: أخطاء ألونسو تقود الفريق للهاوية

يعيش ريال مدريد فترة من عدم اليقين، تتسم بتراجع النتائج، خاصة في الدوري الإسباني، حيث فقد الفريق صدارته لصالح غريمه برشلونة بسبب تعثرات متتالية. منذ بداية نوفمبر، لم يعرف الفريق طعم الانتصار في الليجا لأربع جولات متتالية، اكتفى خلالها بثلاثة تعادلات وهزيمة وحيدة.

تأتي هذه النتائج قبل مواجهة حاسمة ضد مانشستر سيتي في دوري أبطال أوروبا. وتشير تقارير إلى احتمالية إقالة المدرب تشابي ألونسو في حال تلقي الفريق هزيمة خامسة على التوالي في مختلف المسابقات.

يسلط هذا التحليل الضوء على الأخطاء التي ارتكبها ألونسو وآخرون، والتي وضعت ريال مدريد على شفا الهاوية.

## الانصياع للإدارة: قيود بيريز وأثرها على الفريق

في ريال مدريد، غالبًا ما تكون كلمة الرئيس فلورنتينو بيريز هي الفصل الأخير، خاصة فيما يتعلق بالمدربين. قلة من المدربين نجحوا في الإفلات من سيطرته المطلقة، وكان كارلو أنشيلوتي مثالاً على ذلك، حيث عُرف بمرونته مع إدارات الأندية.

في بعض المواسم، كان الفريق يدخل المنافسات دون تدعيمات ضرورية، دون أن يبدي أنشيلوتي أي تذمر، وذلك لتوافقه مع سياسة الإدارة.

حتى مع قدوم كيليان مبابي، كان الجميع يتوقع أن يلعب في مركز الجناح، لكنه وجد نفسه مهاجمًا صريحًا تحت قيادة أنشيلوتي. ورغم فوز مبابي بالحذاء الذهبي، إلا أن الفريق افتقر لمهاجم صندوق حقيقي.

عندما وصل ألونسو، كان هناك أمل في توظيف مبابي في مركزه الطبيعي كجناح، خاصة أنه شغل هذا المركز مع منتخب فرنسا. لكن يبدو أن ألونسو قد انصاع لرغبة بيريز في تحويل مبابي إلى رأس حربة.

## البداية المتعثرة في أمريكا: خطأ تكتيكي مبكر

بدأت تجربة ألونسو مع الفريق في كأس العالم للأندية بالولايات المتحدة، حيث تعرض ريال مدريد لخسارة قاسية أمام باريس سان جيرمان. قبل هذه المباراة، قدم الفريق أداءً جيدًا بغياب مبابي، مع الاعتماد على الشاب جونزالو جارسيا.

لكن مع عودة مبابي، قرر ألونسو إشراكه كأساسي، مما بدأ مرحلة من الفوضى التكتيكية. تم إعادة مبابي للعب كرأس حربة، وتحويل جارسيا إلى جناح أيمن، رغم عدم ملاءمة المركز لقدراته.

دفع الريال ثمنًا باهظًا لهذه القرارات، بتلقي هزائم متتالية، أبرزها أمام أتلتيكو مدريد وليفربول.

## رفض التمرد: التكيف مع سياسة الإدارة

رغم إدراك الجماهير أن توظيف مبابي كمهاجم يعكس رغبة بيريز، إلا أن ألونسو اختار التماشي مع الإدارة، متجنبًا أي تمرد، رغم ما سببه ذلك من كوارث فنية.

ظهر مبابي في أماكن غير معتادة لمهاجم الصندوق، مما أثر على فينيسيوس جونيور الذي وجد صعوبة في إيجاد زميل لتمرير الكرة إليه داخل منطقة الجزاء.

أدت هذه الفوضى إلى إهدار فرص عديدة، ومع ذلك، رفض ألونسو تغيير هذا النهج، سواء بإرادته أو بتعليمات من الإدارة.

## فوضى المراكز: حلول غير تقليدية تضر بالفريق

قد يبرر البعض قرار بيريز بإجبار المدربين على توظيف اللاعبين في مراكز غير معتادة، لكن ما يثير الدهشة هو نهج ألونسو نفسه في توظيف معظم لاعبيه في مراكز لا تناسبهم.

في 27 مباراة قاد فيها الفريق، لعب 90% من التشكيلة الأساسية في مراكز غير مراكزها الأصلية. لاعبون مثل راؤول أسينسيو، ألفارو كاريراس، فران جارسيا، وفيرلان ميندي تم توظيفهم في أدوار دفاعية وهجومية مختلفة.

في خط الوسط، لعب تشواميني كقلب دفاع، وفالفيردي كظهير أيمن. كامافينجا تحول من وسط أيسر إلى أيمن. كما حدثت فوضى في تبديل أدوار جولر وبيلينجهام.

حتى في الهجوم، تم تحويل رودريجو من جناح أيمن إلى أيسر، مع وضع مبابي في العمق. وجونزالو جارسيا تم توظيفه كجناح أو مهاجم مع مهام دفاعية.

هذه الفوضى أدت إلى تداخل الأدوار، وإرباك اللاعبين، وإهدار إمكانياتهم. لا يستفيد من هذه السياسة إلا اللاعبون الذين يمتلكون مرونة تكتيكية عالية مثل فالفيردي.

## مفترق طرق: مواجهة مانشستر سيتي المصيرية

يقف ريال مدريد اليوم على مفترق طرق حاسم. فإما أن يتجاوز مانشستر سيتي ويبدأ صفحة جديدة تنقذه، أو يتعرض لهزيمة أخرى تقوده للإقالة.

يعاني ريال مدريد من تزامن هذا الموقف مع استعادة مانشستر سيتي لبريقه تحت قيادة بيب جوارديولا، مع إضافة عناصر جديدة للفريق الإنجليزي.

سيواجه ريال مدريد فريقًا في قمة مستواه، مما يزيد من صعوبة مهمة الخروج من النفق المظلم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى