صلاح وأنفيلد: بداية مصالحة أم نهاية محتملة؟
أثبتت الأزمة الأخيرة بين محمد صلاح وإدارة ليفربول أن كرة القدم قد تشتعل عاطفياً كما السياسة، بعد أن جلس النجم المصري على مقاعد البدلاء لثلاث مباريات متتالية في الدوري الإنجليزي.
بداية المصالحة على أنفيلد
بدأ صلاح مباراة برايتون من على مقاعد البدلاء، لكنه لم يتأخر في التأثير داخل الملعب. شارك لمدة 75 دقيقة وصنع تمريرة حاسمة ساهمت في الفوز 2-0، ثم قام بجولة تحية مؤثرة على أرض أنفيلد في محاولة لإعادة بناء جسور الثقة مع الجماهير بعد تهدئة الخلاف مع المدرب أرني سلوت.
ردود فعل الجماهير ومستقبل العلاقة
واجه صلاح انتقادات لاذعة من جهات مختلفة، وبعض المشجعين بحثوا عن احتمالية توديع اللاعب لقلعة الريدز. رغم ذلك، ظلت صورته حاضرة في مدرجات أنفيلد، رغم أن بعض المشجعين عبروا عن استياءهم من أي شعور بأن لاعباً واحداً أهم من الجماعة. حوارات مباشرة بين اللاعب والمدرب أعادت إدراجه في التشكيلة، لكن المهمة الأكبر ستكون استعادة الثقة تدريجياً من جمهور جعل منه أيقونة.
هل انتهت الأزمة أم تأجلت؟
دخلت سرعة الأحداث وتباين المشاعر جزءاً من صورة صلاح الأخيرة؛ بدا غاضباً ومحفزاً، استخدم انزعاجه كوقود لأداء قوي لكنه لم يتمكن من ترجمة ذلك إلى أهداف حاسمة في المباراة. النهاية كانت متوترة عندما فشل زميله في تحويل فرصة سهلة، وبدا صلاح منهكاً بعد أسبوع قد يشكل فصلاً فاصلاً في علاقة اللاعب بالنادي.
التصرف الأخير لصلاح، بتخصيص وقت لتحية الجماهير، حمل دلالات اعتراف رمزي بضرورة وضع المصلحة الجماعية فوق أي مواقف شخصية. ورغم أن علاقته مع الجماهير والجهاز الفني لا تزال قابلة للإصلاح، فإن الطريق لاستعادة المكانة الكاملة سيحتاج إلى وقت وأداء ثابت، وربما ترتيب أفضل لاحقاً في مسيرته إن غادر النادي.
في النهاية، أعاد الأسبوع الأخير تسليط الضوء على هشاشة العلاقات داخل الأندية الكبيرة، ومدى تأثر المسيرة الفردية بتوازن بسيط بين الطموح الشخصي وروح الفريق. بقاء صلاح في ليفربول ومقدار دوره في المستقبل سيعتمدان على تطورات قادمة داخل الملعب وخارجه، وعلى قدرتهما معاً على تحويل التصالح المؤقت إلى علاقة عملية ومتينة.




