اخبارالكرة السعودية

رينارد مع الأخضر: من الانضباط إلى الغموض

منذ توليه مسؤولية الإدارة الفنية للمنتخب السعودي، بدا هيرفي رينارد مدربًا قادراً على فرض أسلوب واضح ونتائج ملموسة في ولايته الأولى، قبل أن تتحول الرواية في ولايته الثانية إلى سلسلة من التساؤلات حول الاتجاه التكتيكي والاستقرار داخل الفريق. مصادر ترصد التحولات التي طرأت على أداء المنتخب تحت قيادته، وتبيّن الفوارق بين المرحلتين.

أسلوب اللعب وإدارة المباريات

في الولاية الأولى اعتمد رينارد على أسلوب متوازن يقوم على انضباط دفاعي وتحولات سريعة وضغط في منتصف الملعب، مع وضوح في أدوار اللاعبين داخل الملعب. هذا النمط منح المنتخب فاعلية هجومية ودفاعية ونجح في إنتاج أداء متجانس في مباريات حاسمة.

أما في ولايته الثانية فطرأ غموض على طريقة اللعب وقلّ الاستقرار التكتيكي، فباتت فترات الاستحواذ بلا فاعلية وضاعت الفرص أمام دفاعات منظمة ومكتلة، كما ظهر جليًا ذلك في أداء الأخضر خلال بطولة كأس العرب. كذلك لوحظ تراجع في قدرة المدرب على قراءة مجريات المباريات وإجراء تغييرات مؤثرة في التوقيت المناسب.

التعامل مع العناصر الأساسية وبناء التشكيلة

في البداية استند رينارد إلى مجموعة محددة من العناصر التي أظهرت انسجامًا بين الخطوط، بينما شهدت ولايته الثانية تغييرات مستمرة في التشكيلة، إذ استدعى 51 لاعبًا خلال تلك الفترة. برر المدرب ذلك بقلة دقائق مشاركة بعض اللاعبين مع أنديتهم، لكن غياب بدائل واضحة واستمرار التبديلات أثر سلبًا على الانسجام ومنح شعورًا بعدم الاستقرار بين اللاعبين.

كما أن الإشارات المتكررة خلال المؤتمرات الصحفية بشأن نية استدعاء لاعبين جدد أضعفت من ثقة العناصر الحالية بدلًا من منحهم دفعة معنوية بعد الانضمام للمنتخب. أمثلة داخل كأس العرب مثل التعامل مع صالح أبو الشامات ومصعب الجوير أبرزت تذبذب الخطط في منح اللاعبين أدوارًا ثابتة.

النتائج، الجانب الذهني والحديث الإعلامي

تُظهر النتائج خلال الولاية الثانية تذبذبًا واضحًا؛ إذ قاد رينارد المنتخب في 26 مباراة رسمية وودية محققًا 11 فوزًا و6 تعادلات و9 هزائم، مع 29 هدفًا سجلها المنتخب مقابل 27 دخلت شباكه. هذه الأرقام تعكس معاناة دفاعية أحيانًا وعدم ثبات الأداء في البطولات القصيرة.

على الصعيد الذهني، نجح رينارد سابقًا في بناء فريق يقاتل حتى النهاية ويظهر شخصية قوية داخل الملعب، لكن النسخة الحالية عانت من تراجع في الحضور الذهني والروح القتالية كما ظهر في بعض المباريات ضد فرق مثل الأردن والمغرب. من جهة الإعلام والتواصل، تحول خطاب المدرب مؤخرًا إلى تبريري أكثر، مع تحميل عوامل خارجية جزءًا من المسؤولية، مما أثار ردود فعل جماهيرية وانتقادات على منصات التواصل، خاصة بعد تصريح أثار الجدل حول غياب الألقاب منذ 2003.

الخلاصة أن رينارد قدم في ولايته الأولى نموذجًا ناجحًا من الانضباط والقراءة التكتيكية، بينما شهدت ولايته الثانية تراجعًا في الاستقرار التكتيكي وبناء التشكيلة والتواصل مع الجماهير، وهو ما يضع تحديات واضحة أمام الجهاز الفني قبل أي استحقاق قادم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى