اخبار

80 هدفًا في 2025.. كورتوا أنقذ ريال مدريد

سنة 2025 شهدت تراجعًا دفاعيًا لافتًا في نادي ريال مدريد، حيث استقبل الفريق 80 هدفًا خلال 67 مباراة رسمية. هذا الرقم يضع الملكي بين الأندية الأكثر استقبالا للأهداف في أوروبا، لكن الصورة لا تكتمل دون الإشارة إلى الأداء الفردي الاستثنائي لحارس المرمى تيبو كورتوا الذي قلّص الفجوة بين الواقع المرير والنتائج الممكنة.

ضريبة الماراثون وانهيار المنظومة الدفاعية

مرّت تشكيلة ريال مدريد في عام استثنائي من حيث عدد المباريات نتيجة توسعة المسابقات ونظام كأس العالم للأندية الجديد، مما رفع العبء البدني على اللاعبين بشكل كبير. الضغط المتكرر على الظهيرين وقلبَي الدفاع ترافق مع موجة إصابات أثّرت على استقرار الخط الخلفي لفترات طويلة، ما جعل المقارنة مع فرق لعبت برامج أقصر أمراً غير عادل.

التحول التكتيكي بعد رحيل المدرب السابق ومحاولة تطبيق أسلوب هجومي يعتمد على ضغط عالي وترك مساحات خلف الدفاع ضمن بداية حقبة المدرب تشابي ألونسو زاد من تعرض الفريق لهجمات مرتدة. نتيجة هذه التركيبة من الإرهاق التكتيكي والنقص العددي ظهرت شباك ريال مدريد عرضة للاختراقات المتكررة، ما أدى إلى استقبال 80 هدفًا في سنة ميلادية واحدة.

تيبو كورتوا: رقم فردي مدهش وسط الفوضى

وسط هذا السيناريو الدفاعي المتدهور، برز تيبو كورتوا بأداء فردي بالغ الأهمية؛ فبحسب إحصائيات أوبتا لعام 2025، نفّذ الحارس البلجيكي 174 تصدياً حاسماً. المواجهات أظهرت أن مجموع الكرات التي كان من المتوقع أن تتحوّل إلى أهداف (xG) يقترب من 96 هدفًا، فيما تمكن كورتوا عمليًا من منع نحو ستة عشر هدفًا ونصفًا من دخول المرمى.

توزيع الأهداف المسجّلة يوضح أن غالبية التسديدات جاءت من محاور قريبة أو انفرادات داخل منطقة الست ياردات، مواقف تضع الحارس في وضع الضحية في كثير من الأحيان. ومع ذلك، أدى تميّز كورتوا في ردود الفعل والتنقّل إلى تقليل الخسائر وتحويل العديد من الهجمات المؤثرة إلى مجرد فرص ضائعة للمهاجمين.

آفاق الإصلاح وضرورة تقوية الجدار الخلفي

الاعتماد المستمر على مجهودات حارس واحد ليس وصفة للاستدامة، إذ إن استنزاف كورتوا سيعرض الفريق لفقدان عنصر الأمان الأساسي. الحل يبدأ من تخفيف العبء عبر استعادة المصابين وتعزيز مراكز الأظهرة وقلب الدفاع بصفقات مدروسة وإدارة فعّالة لأدوار الضغط والتموضع الدفاعي.

الإدارة والجهاز الفني مدعوان الآن إلى بناء منظومة دفاعية متوازنة تمنح الحارس مساحات أقل للتدخل اليومي، مع الحفاظ على الطابع الهجومي المرغوب به. تحويل هذا الغربال الدفاعي إلى جدار متين سيحمي شباك الفريق ويجعل أرقام الاستقبالات أقرب إلى ما يليق بمكانة النادي.

خلاصة

الرقم 80 لا يجب أن يُقرأ منفردًا من دون الإقرار بأن كورتوا أنقذ ريال مدريد من أرقام أسوأ بكثير. مع ذلك، الواقع يفرض إصلاحات عاجلة في العمق الدفاعي لتتحول البطولة الفردية للحارس إلى عمل جماعي قادر على منع تكرار هذا السيناريو في المستقبل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى