لويس سواريز الكولومبي.. من الاكتئاب إلى تألق سبورتينج
مهاجم سبورتينج لشبونة الكولومبي الذي بات حديث الساحات بعد تألقه في الموسم الحالي وتحدّيه لمنتخب البرتغال في طريق كولومبيا نحو نهائيات كأس العالم 2026.
رحلة الاحتراف والتقلبات
لويس سواريز لم يأتِ غريبًا على ملاعب أوروبا؛ فالصعود الذي وصل إليه في سن 28 جاء بعد سنوات من التنقّل والصبر. غادر كولومبيا في 19 من عمره سعياً لتحقيق الحلم في إسبانيا، وبدأ مسيرة مع إعارات إلى أندية صغيرة ومنها موسم ناجح سجل خلاله 19 هدفًا مع فريق في الدرجة الثانية الإسبانية، ما مهد له انتقالًا نهائيًا إلى غرناطة مقابل نحو 10 ملايين يورو. لاحقًا انتقل إلى مارسيليا لكنه لم يستقر طويلاً، فرجع إلى إسبانيا معارًا إلى ألميريا ثم أصبح انتقاله دائمًا بعد بقاء الفريق في الليجا.
السقوط النفسي ثم التعافي
في موسم 2023-2024 بدا سواريز جيدًا مع ألميريا قبل أن يتعرّض لكسر في عظمة الساق في أكتوبر 2023. الإصابة لم تمنعه من الغياب الجسدي فحسب، بل أدخلته في مرحلة اكتئاب حقيقية وصفها بنفسه بأنها جعلته لا يستطيع النهوض من السرير. عبر مقابلة لاحقة صرّح بأنه تعافى تدريجيًا بفضل العمل والمساندة النفسية، وأن تجربة الألم قوّتت عقله وغيرت نظرته للعبة: بات يستمتع باللعب ويفهم أهمية اللحظة بدل السعي فقط وراء الأرقام.
خلال مرحلة إعادة البناء قرّر تغيير بعض التفاصيل الشخصية كخطوة رمزية لإعادة الانطلاق، وضع وشم الأسد على يده كتذكير بالقوة والثبات.
الانفجار الفني وصعود نجومية سبورتينج
بعد التعافي أنهى سواريز الموسم مع ألميريا وبرز في دوري الدرجة الثانية الإسباني موسم 2024-2025 بتتويجه هدافًا برصيد 27 هدفًا مع 8 تمريرات حاسمة، ما جذب إليه أنظار الأندية الأوروبية وجرى ضمه إلى سبورتينج لشبونة صيف 2025 كبديل للمهاجم الراحل فيكتور جيوكيريس.
في البرتغال أثبت سواريز نفسه بسرعة؛ لعب حتى الآن 25 مباراة سجل خلالها 15 هدفًا وصنع 3، ويتحرك كمهاجم متقدّم أحيانًا على الجناح الأيسر، مميّزًا بالسرعة والمهارة واللمسة الأخيرة الحاسمة.
لا يقتصر تشابه اسمه مع الأسطورة الأوروغوانية لويس سواريز على الحروف فحسب، بل يمتد إلى إنجازٍ نادر؛ فقد سجّل مهاجمنا الكولومبي أربع أهداف في مباراة واحدة بتصفيات كأس العالم 2025، إنجاز نادر شاركه فقط أسطورة أوروجواي سابقًا.
المنتخب والمواجهة مع البرتغال
سواريز أحد الأوراق البارزة في تشكيلة كولومبيا المتجهة إلى كأس العالم 2026 في أمريكا وكندا والمكسيك، حيث أوقعت القرعة منتخب بلاده في مجموعة تضم البرتغال وأوزبكستان مع انتظار تحديد الطرف الرابع.
مع 4 أهداف في 8 مباريات دولية حتى الآن، وصف اللاعب ارتداء قميص بلاده بأنه حلم وفاءً لوعد قطعه لجده، ولا يخفي رغبته في تقديم أداء قوي أمام منتخبات القمة، بل قال أنه يتطلع إلى مواجهة عاطفية أمام زملائه السابقين في سبورتينج ومنتخب البرتغال.
سواريز يواصل كتابة فصل جديد في مسيرته: هزيمة للإصابة والاكتئاب، وتحويل الألم إلى دافع قادمه إلى منصات التتويج في أوروبا ومطالبة جماهيره بمزيد من اللحظات الكبيرة.




