عبدالرحمن العبود: أزمات متكررة تهز صفوف الاتحاد
قدم عبد الرحمن العبود فترات مميزة مع نادي الاتحاد وساهم في تحقيق ألقاب محلية مهمة، لكن مسيرته تخللتها لقطات وتصرفات أعادت وضعه تحت مجهر الانضباط بشكل مستمر. ورغم مشاركاته التي تجاوزت 150 مباراة وتأثيره الفني في مواسم مع نونو سانتو ولوران بلان، إلا أن سجله يتضمن رموزًا لأزمات استدعت عقوبات إدارية ورسمية.
استبعاد وتأديب في مباريات رسمية
في إحدى أحدث الوقائع، قرر المدير الفني سيرجيو كونسيساو استبعاد العبود من قائمة مباراة القمة أمام الشباب لأسباب انضباطية، رغم غياب زميله فيصل الغامدي للإصابة. جاء ذلك بعد سلسلة سلوكيات أثارت القلق لدى الجهاز الفني والإداري، ما دفع لاتخاذ قرار حاسم قبل مواجهة حسمت لصالح الاتحاد بنتيجة 2-0 على ملعب الإنماء.
حوادث بارزة خلال المسيرة
شهدت مسيرة العبود حالات متعددة تستحق التوثيق: في مباراة ودية أمام بورتيمونينسي أغسطس 2025 تلقى البطاقة الحمراء بعد تدخّل عنيف على لاعب الخصم فور نزوله بديلًا، ما دفع الإدارة لتطبيق اللائحة الداخلية وفرض عقوبات تأديبية بسبب الخروج عن السلوك الرياضي.
خلال جائحة كوفيد-19، تعرض العبود لموقف قانوني بعد انتشار فيديو ساخر مع زميله فواز القرني عقب مخالفة منع التجول في جدة، ونتج عن ذلك توقيف مؤقت من قبل شرطة منطقة مكة المكرمة، وذلك إثر سماع تصريح اعتُبر تهكمًا برجال الأمن، في واقعة أثارت ردود فعل واسعة آنذاك.
كما غاب العبود عن تدريبات الفريق قبل مواجهة الأهلي المصري في كأس العالم للأندية 2023، حيث أكدت تقارير أن السبب كان تأخر اللاعب عن الحصة التدريبية 45 دقيقة، ما دفع الجهاز الفني لاستبعاده من قائمة المباراة لأسباب انضباطية، وليس لأسباب طبية كما تردّد.
عقوبات رسمية وتأثيرها على الفريق
في مارس 2022 تعرض العبود لعقوبة رسمية بعد مشادة مع لاعب ضمك مازن أبو شرارة، إذ وقعت عليه لجنة الانضباط والأخلاق إيقاف لمباراتين إثر السلوك المشين والطرد خلال المباراة. كما فُرضت عليه غرامة مالية قدرها 20 ألف ريال لخرقه أنظمة الفريق بدخوله غرفة الملابس بعد المواجهة رغم عدم وجود اسمه في القائمة الرسمية.
وفي مناسبات سابقة فرض المدرب نونو سانتو عقوبات داخلية على العبود، شملت الاستبعاد عن مباريات تدريبية بعد ممارساته التي وُصفت بالفوضوية وغيابه عن التدريبات منذ نهائي السوبر السعودي، وهي إجراءات امتدت أحيانًا لتشمل لاعبين آخرين مثل حمدان الشمراني.
رغم هذه الحوادث، يظل العبود لاعبًا مؤثرًا فنيًا ساهم في فترات نجاح لنادي الاتحاد، لكن تكرار خروجه عن النص طرح تساؤلات حول مدى استقرار وضعه داخل الفريق وضرورة ضبط سلوكه لضمان استمرارية العطاء دون تأثير سلبي على المنظومة الفنية.
يبقى التحدي أمام إدارة النادي والجهاز الفني والعائد شخصيًا للعب دور حاسم في احتواء الأزمات وتحويل الطاقات إلى أداء يخدم الفريق ويعزز مسيرة النجاح التي حققها العبود على مستوى الألقاب المحلية.




