اخبارالكرة الاسبانية

لعنة بارتوميو: الحسابات المالية تفرض مَن يصعد للمنصة

كان المشهد في دبي شديد الرمزية: جوان لابورتا يصعد المسرح مبتسمًا لتسلم جائزة الأفضل في الدوري الإسباني بينما ظهر رافينيا فقط عبر فيديو مسجل.

رمزية الحفل وغياب النجم

الحضور الفعلي للرئيس وغياب صاحب الإنجاز يعكسان بوضوح حالة برشلونة الحالية، حيث تهيمن اعتبارات الإدارة وحسابات الخزينة على احتفال النجوم وتألقهم. يُعتبر تكريم رافينيا اعترافًا متأخرًا بموهبة تعرضت للظلم في سباق الكرة الذهبية قبل أسابيع، لكنه كشف أيضًا عن أسباب خلف الكواليس تجعل الألقاب الفردية مُكلِفة للنادي.

العقود والشرط الذي يكسر الفرح

التقارير من إسبانيا وإنجلترا أظهرت أن عقد رافينيا يتضمن بندًا يدفع نحو 10 ملايين يورو لناديه السابق ليدز يونايتد في حال فوزه بالكرة الذهبية. هذه البنود تجعل الفرح باهظ الثمن للنادي الذي يعاني من سيولة محدودة، مما يبرر حملة الإعلام الداخلي التي دفعت بلامين يامال إلى الواجهة كمرشح مُفضّل: ابن النادي يعطي المكافأة مجانًا، على عكس مجد رافينيا الذي يتحوّل إلى عبء مالي.

اعتراف ليفاندوفسكي والآثار النفسية

روبرت ليفاندوفسكي روى ما يشبه الصدمة عندما كشف أنه طُلب منه إدارة جهده في نهاية موسم 2023 والتقليل من التسجيل لأن بلوغ رقم معين كان سيكبد النادي مبالغ إضافية على حساب بايرن ميونخ. تخيّل أن يُطلب من آلة أهداف التوقف عمدًا لأن الحسابات لا تسمح بالصرف! هذا يضع اللاعبين في موقف إنساني ومهني صعب، حيث يُجبر التألق على الاحتفاظ بالنتائج تحت سقف التكاليف.

خسارة المعنويات هنا لا تقل وقعًا عن الخسائر المالية؛ اللاعبون يدفعون ثمن سياسات مالية لم يعودوا هم من صنعها.

إرث بارتوميو وتأثيره المستمر

المأساة الحقيقية أن الأزمات الحالية ليست وليدة اليوم، بل تراكمت من حقبة جوسيب ماريا بارتوميو، الذي ترك النادي مع عقود مُكلفة وسقف رواتب فاق الموارد المتاحة. لابورتا اليوم يجد نفسه مضطرًا للتعامل مع إرث مالي خانق جعل من ملف الأرقام هو الفاصل في من يُكافأ ومن يُقيد أداؤه.

رافينيا كان الأفضل إحصائيًا في الليجا، وكان الأجدر بالاقتراب من الكرة الذهبية بحسب الأرقام، لكن ما بعد عصر بارتوميو تتحكم الآلة الحاسبة في من يصعد للمنصة، والديون لا تقبل تبريرات.

خلاصة مؤلمة ودعوة للتغيير

المفارقة القاسية أن ناديًا يُعاقب على نجاح تعاقداته؛ القدرة التنافسية والجوائز أصبحتا تُقاسان بميزان اليورو. الدرس واضح: ما دامت ديون الحقبة السابقة والتعاقدات المُجبرة تخنق النادي، فستظل القرارات تُدار بواسطة جداول الأرقام بدلًا من تقدير الإنجاز الرياضي. برشلونة يحتاج إلى إصلاح مالي حقيقي كي يعود لصناعة الأساطير بدل الخوف من تكريمها.

مبروك لرافينيا إنصافه المتأخر عن بُعد، لكن العار يبقى سنوات تلك السياسات التي حولت نادٍ تاريخي إلى مؤسسة تخشى أن تمنح ذهبيتها خوفًا من ثمنها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى