اخبار

ماني ينقذ السنغال وظلال إنريكي تبرز تأثيرها

انتهت مباراة السنغال والكونغو الديمقراطية بالتعادل 1-1 في مواجهة حملت طابعًا تكتيكيًا وشخصيًا أكثر من كونها مجرد نتيجة. المباراة عكست صراع الأجيال وتباين المدارس التدريبية، إذ تداخلت خبرة القدامى مع جرأة البدلاء لتمنح أسود التيرانجا نقطة ثمينة لكنها كشفت نقاط ضعف تحتاج إلى معالجة سريعة.

ماني وصلاح: أساطير لا تغيب

في الدقيقة 69 ظهر ساديو ماني مجددًا بطلًا لإنقاذ منتخب بلاده بتسديدة ذكية داخل منطقة العمليات بعدما ارتدت الكرة، ليضيف هدفًا جديدًا إلى سجله المميز في أمم أفريقيا. بهذا الهدف أصبح ماني أول لاعب سنغالي يسجل في خمس نسخ متتالية من البطولة، إنجاز وضعه إلى جوار محمد صلاح الذي حقق نفس السجل للمنتخب المصري، مؤكدين أنهما نقطتا مرجعية للجيل الحالي في القارة.

لم يقتصر تأثير ماني على الهدف فحسب، بل امتد لحضوره البدني القوي حيث تفوق في الالتحامات الأرضية وقدم تمريرة مفتاحية جعلت الفريق يشعر بوجود القائد حين اشتدت الحاجة إليه، ما يثبت أن الخبرة والالتزام لا يحددهما العمر بسهم واضح.

ظلال إنريكي ومساهمات مباي

تبديل باريس سان جيرمان أثر بوضوح على مجريات اللقاء بعد دخول المراهق إبراهيم مباي بديلًا لإسماعيلا سار في الدقيقة 62. منحته تجربة العمل تحت قيادة لويس إنريكي الثقة لينزل بعقلية هجومية جريئة، محاولًا المراوغة واقتحام المساحات ومرر تسديدات قاسية شكلت مصدر إزعاج مستمر لدفاع الكونغو وأسهمت بشكل غير مباشر في هدف التعادل.

هذا الأداء يعكس انتقالًا واضحًا لأسلوب العمل والصرامة التكتيكية من الأندية إلى المنتخبات، كما ظهر من قبل في مواقف قادها لاعبو فرق إنريكي داخل ملاعب المنتخبات، حيث أصبح تنفيذ التعليمات واللعب المباشر نحو المرمى سمة بارزة لدى بعض اللاعبين الشباب.

هفوة كوليبالي وفرص جاكسون الضائعة

على الرغم من لحظات التألق الدفاعية، تعرضت السنغال لموقفٍ حاسم عندما استغل الكونغوليون خطأ تمركز من كاليدو كوليبالي ليسجلوا الهدف الأول في الدقيقة 61. اللقطة كشفت عن شرود دفاعي وتراجع مبالغ فيه من المدافع المخضرم الذي ترك المهاجم يتحرك بحرية أمام المرمى ليتابع الكرة المرتدة.

ورغم تفوقه في الكرات الهوائية، فإن تمركز كوليبالي الأرضي في تلك اللحظة أثبت أنه قابل للاستغلال، وما زال يتعين على الجهاز الفني معالجة هذا الجانب قبل الدخول في مباريات الإقصاء.

أما على صعيد الهجوم، فقد استمر لغز هفوات نيكولاس جاكسون الذي أهدر فرصًا بدت سهلة، إذ سدد ثلاث كرات بعيدة عن المرمى وأضاع فرصة محققة في الدقيقة 22 أتيحت له من ماني. استمرار هذا النمط من الإهدار يثير القلق بشأن قدرة منتخب السنغال على الحسم في المباريات الحاسمة إذا لم يتحسن الأداء أمام المرمى.

خلاصة القول أن نقطة واحدة من مباراة كهذه تبقي السنغال في وضع جيد نوعًا ما لكنها تفرض قراءة سريعة لتصحيح الأخطاء الدفاعية وتحسين الفاعلية الهجومية قبل انتهاجها في مراحل أكثر تحديًا من البطولة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى