كرويف وفريق الأحلام: لماذا فشل ضم زيدان لبرشلونة
تخيل برشلونة وهو يضم ثلاثيًا من نواة منتخب فرنسا إلى جانب مواهب بارزة مثل لويس فيجو وجوانتاردولا؛ هذا كان مشروع يوهان كرويف الذي لم يكتمل بعد إقالته في 18 مايو 1996، حين كانت الخطة ترسم معالم فريق قادر على استعادة أمجاد أوائل التسعينيات.
خطط صيف 1996: زيدان ورفاقه
في صيف 1996 عمل كرويف على ضم أسماء لامعة مثل ديفيد جينولا، رايان جيجز، روي كوستا، وزين الدين زيدان، وبقي بعضهم ضمن مخططاته للموسم التالي. الصحفيان المقربان من كرويف، جوان باتسي وخافي توريس، كشفا لصحيفة سبورت عن تفاصيل الصفقات التي كان كرويف قد رتبها لكنها لم تُنفَّذ بعد إقالته.
باتسي أوضح أن كرويف كان يضع تركيزه على ثلاثة لاعبين من العمود الفقري لمنتخب فرنسا: لوران بلان، زين الدين زيدان، ويوري جوركاييف، معتبرًا أن وجود هؤلاء سيمنح الفريق قاعدة متينة دون الحاجة إلى تغييرات جذرية في التشكيل.
رؤية تكتيكية مختلفة لكرويف
رأى كرويف أن زيدان يحل أزمة وسط الملعب بفضل قدراته الفنية والتمريرية، بينما يضمن بلان تنظيم اللعب من الخلف، ويقدم جوركاييف دور المهاجم القادر على الانسحاب لاستلام الكرة وصناعة اللعب داخل منطقة الجزاء بدلاً من كونه رقم 9 تقليدي.
كان لدى كرويف لاعبين آخرين يعتمد عليهم مثل لويس فيجو، ومجموعة من ناشئي النادي في الوسط واليمين، فكان يرى أن التوليفة المقترحة تكفي لبناء فريق قوي دون إنفاق مفرط على صفقات أخرى.
خافي توريس ذكر أن فكرة ضم ثلاثة فرنسيين أثارت حينها بعض التحفظات، لكن نتائج منتخب فرنسا اللاحقة في أمم أوروبا 1996 ثم تتويجه بكأس العالم 1998 وبأمم أوروبا 2000 أكدت صوابية تلك الرؤية الجزئية لكرويف.
زيدان.. الصفقة التي لم تتم وصنع أسطورته في مدريد
من بين الأسماء كافة، كان زين الدين زيدان أكثر اللاعبين الذي أثار حماس كرويف، وقد تحدث معه كرويف مرات عديدة، حتى بعد أن علم أنه لن يبقى في برشلونة. وفقًا لجوان باتسي، أخبر كرويف زيدان بأنه لم يعد قادرًا على الاستمرار وأن أي عرض لبرشلونة لن يكون من جهته بعد الآن.
لم تصر إدارة برشلونة على إغلاق الصفقة بعد رحيل كرويف، فانتهت رحلة زيدان إلى يوفنتوس ثم إلى ريال مدريد حيث بدأ فصلًا تاريخيًا في مسيرته. ومع إقالة كرويف باء مشروع «فريق الأحلام الثاني» بالفشل، وبقي السؤال قائمًا: كيف كان سيبدو برشلونة لو اكمل ذلك الفريق الذي ضم زيدان وبلان وجوركاييف إلى جانب جيل الميني وجوارديولا وفيجو؟
في نهاية المطاف صنع زيدان أسطورته الخاصة مع ريال مدريد، بينما بقيت رؤية كرويف كفكرة تكشف عن اتجاه تكتيكي وطموح كان من الممكن أن يعيد توازن القوى في كرة القدم الإسبانية لو أكملت الظروف مسارها.




