اخبار

من سانتياجو إلى ديزني لاند: ملاعب في عصر المال

تحت ضغط السوق وإغراء الإيرادات الإضافية، باتت الملاعب لا تقتصر على المباريات فقط، بل تتحول إلى مساحات ترفيهية متكاملة تستقبل العائلات والسياح على مدار العام.

رئيس ريال مدريد فلورنتينو بيريز استغل موسم أعياد الميلاد ليحوّل ملعب سانتياجو برنابيو إلى وجهة عائلية مؤقتة، في خطوة تهدف إلى تنويع مصادر الدخل واستغلال الفراغات داخل الاستاد خلال فترة العطلات. هذه الفكرة ليست جديدة تمامًا، إذ سبق أن لجأت أندية وملاعب أخرى إلى استغلال مساحاتها لخدمات ترفيهية بأهداف مالية أو مجتمعية.

“ذا فالي”.. ملاهي أنقذت تشارلتون

ملعب ذا فالي، مقر تشارلتون أثلتيك، مثال تاريخي على كيف يمكن للجمهور والمجتمع أن يساهم في بناء الملعب ثم تحويله لاحقًا إلى مصدر دخل. بعد صعوبات مالية في أوائل القرن العشرين اضطر النادي إلى استغلال المساحات خلف المرمى والظروف المحيطة لإقامة ملاهي شعبية بين المباريات، ما ساعد في تغطية تكاليف التشغيل والصيانة.

توتنهام و”ديزني لاند” كرة القدم

يقف استاد توتنهام الجديد نموذجًا حديثًا للاستاد كمجمع ترفيهي متكامل. مدرجات وإمكانيات ترفيهية، مسارات تسلق على السقف، ممشى زجاجي، وحتى مضمار سباق كهربائي تحت المدرج الجنوبي بالتعاون مع فورمولا 1، كلها عناصر جعلت من الملعب وجهة تدوم على مدار السنة وليس مجرد ساحة للمباريات.

ملاعب أخرى وتنوع الاستخدامات

لا ينحصر الأمر في أمثلة إنجليزية؛ إذ تحول ملعب براغا إلى مقصد سياحي بفضل موقعه المنحوت في محجر صخري، بينما استُخدمت ملاعب مثل ويمبلي واستاد دو فرانس لاستضافة مهرجانات وعروض وسباقات خلال فترات توقف المنافسات. ستامفورد بريدج أيضًا كان في بداياته ساحة لكثير من الفعاليات الترفيهية، من عروض السيرك إلى استعراضات الخيول.

ومع مشاريع مستقبلية مثل “سبوتيفاي كامب نو” الذي يتضمن ممشى على السقف يتيح رؤية بانورامية لبرشلونة، تتسع دائرة الاستثمارات التي تحول الملاعب إلى منتجعات ترفيهية سياحية.

في المحصلة، استخدام الملاعب كمنصات ترفيهية يعكس توجهًا واضحًا: البحث عن موارد مالية جديدة وتعظيم الاستفادة من البنى التحتية الرياضية. ما بدا للبعض مجرد ابتكار مؤقت أصبح استراتيجية معتمدة لدى أندية تسعى لزيادة الإيرادات وتعزيز التجربة الجماهيرية خارج إطار المباريات فقط.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى