اخبارالكرة السعودية

عبدالرزاق حمدالله: أفراح تتبعها انتكاسات متكررة

لاعبون كثيرون يعيشون حالة من التناقض بين الإنجازات والانتكاسات؛ وصفة شعبية أحيانًا تترجم إلى أن «الحظ» يبدو بعيداً عن بعض النجوم على الرغم من مهاراتهم. المغربي عبدالرزاق حمدالله مثال واضح على ذلك، حيث تتابعت عليه المتاعب كلما بدا أنه بصدد استعادة بريقه.

انتكاسة ما بعد كأس العرب 2025

بعد أن ساهم بقوة في تتويج المغرب بكأس العرب 2025 وسجل هدفين حاسمين في النهائي، باغتت الجماهير أنباء إصابة حمدالله بتمزق في العضلة الخلفية خلال مباراة الشباب أمام الريان في دوري أبطال الخليج، ما أبقاه خارج الملاعب لحوالي شهرين. الإصابة جاءت في توقيت حساس، إذ كان اللاعب قد أعاد فتح صفحة جديدة مع ناديه الشباب ومدربه إيمانويل ألغواسيل، وكان المتابعون يأملون في أن يكون ذلك بداية عودة قوية.

خلافات وطنية وانتقادات على الساحة الدولية

ليست هذه المرة الأولى التي تتلاعب فيها الأحداث بمسيرة الساطي مع المنتخب. في يونيو 2019، وبعد استدعائه لمنتخب المغرب استعدادًا لكأس الأمم الإفريقية، غادر المعسكر عقب مباراة ودية ضد غامبيا وسط روايات متضاربة عن أسباب الرحيل، ما أنهى فرصة عودته آنذاك قبل أن تبدأ فعليًا.

وعند مشاركته في مونديال قطر 2022، شهد حمدالله هجومًا جماهيريًا وانتقادات حادة بعد ضياع عدة فرص خلال دقائق معدودة شاركها مع منتخب بلاده، ما دفعه إلى الاعتذار الجزئي عبر حسابه على إنستجرام والتعهد بالتحسن في حال منحته الفرص الكاملة.

قضايا الأندية: صعود وإنهاءات غير متوقعة

على المستوى المحلي، شهدت مسيرة حمدالله تقلبات بارزة مع الأندية السعودية. بعد موسم مميز مع النصر (2018-2019) تدهورت علاقته بالنادي حتى انتهت المتاعب بفسخ عقده من جانب واحد أواخر 2021، رغم الإنجازات التي ساهم بها في سنوات سابقة. خروج اللاعب من النصر ترك أثرًا على العلاقة مع جماهير النادي التي تحولت أحيانًا إلى هجومات لفظية ضده.

انتقاله إلى الاتحاد في شتاء 2022 أعاد له بريقه بصورة مؤقتة، إذ ساهم في تتويج العميد بلقبي الدوري والسوبر في موسم 2022-23، لكنه رحل عن النادي أيضًا بفسخ عقد قبل إنقضاء فترته الرسمية بعد إبرام الاتحاد صفقة مع مهاجم آخر، مما كرر سيناريو الرحيل غير المتوقع.

حتى تجربة الهلال على سبيل الإعارة كانت قصيرة الأمد؛ انضمامه قبل كأس العالم للأندية 2025 لم تدم طويلاً، فلم يشارك إلا لوقت محدود قبل وداع الفريق للبطولة، لتصبح واحدة من أقصر الإعارات في مسيرته وتضاف إلى قائمة محطات لم تكتمل فيها الفرحة.

بشكل عام، تتكرر لدى عبدالرزاق حمدالله ظاهرة ظهوره في ذروة الاحتفاء تليها فترات اضطراب وإقصاء لعدة أسباب: إصابات، خلافات إدارية أو فنية، وضغوط جماهيرية. هذه الدورة من الصعود والهبوط تحوّل مسيرة المهاجم إلى قصة مركبة بين لحظات تألق وإنهاءات مفاجئة.

في الختام، يبقى حمدالله لاعبًا أثبت قدرته على التسجيل وصناعة الفارق، لكن مسيرته الأخيرة تُظهر أن الشقّ الإداري والبدني قد حالا دون استمرار أفراحه، ما يضع عليه تحديًا متمثلًا في تحويل هذه الانتكاسات إلى دفعة لبداية مستقرة ومنتظمة مستقبلًا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى