زخم المغرب 2025 يعيد جدل مستقبل كأس أمم إفريقيا
تحولت نسخة المغرب 2025 من كأس أمم إفريقيا إلى حدث كروي دولي لافت، ليس فقط لما يحدث داخل المستطيل الأخضر، بل أيضًا بسبب الحضور المكثف لنجوم الصف الأول في مدرجات المباريات. هذا الزخم أعاد تسليط الضوء على قرار الاتحاد الإفريقي بتغيير وتيرة تنظيم البطولة لتصبح كل أربع سنوات، وطرح تساؤلات حول الدوافع والبدائل الممكنة.
نجوم العالم في مدرجات البطولة
شهدت الملاعب المغربية حضور أسماء لامعة من كرة القدم العالمية، ما منح البطولة بعدًا دوليًا إضافيًا. زين الدين زيدان حضر لمساندة نجله لوكا زيدان مع منتخب الجزائر، فيما تواجد كيليان مبابي وعثمان ديمبيلي لدعم أشرف حكيمي مع منتخب المغرب. كما عبّر إدواردو كامافينجا عن ارتباطه بجذوره الإفريقية من خلال دعمه لأنجولا.
حضور هؤلاء النجوم، حتى لو اقتصر على دعم مقربين منهم، منح المباريات زخماً إعلامياً وجماهيريًا كبيرًا وساهم في نقل صورة أمم إفريقيا كمنصة مؤثرة على الساحة الكروية العالمية.
هل تكشف الحضور العالمي قصور قرار موتسيبي؟
قرار باتريس موتسيبي بتحويل تردد البطولة إلى كل أربع سنوات قُدِّم كخطوة لتنظيم أفضل وتخفيف الضغط على أجندة اللاعبين، لكنه قوبل بانتقادات اعتبرتها بعض الأطراف استجابة لمطالب الأندية الأوروبية. مع ذلك، الواقع على أرض الملعب في المغرب 2025 يبرز أن البطولة لا تعاني من ضعف في الجاذبية الدولية، بل على العكس أصبحت قادرة على استقطاب أنظار النجوم والجماهير دون الحاجة إلى تقليص وتيرتها.
مشاهد الحضور الدولي تُشير إلى أن الحلول البديلة قد تكمن في تطوير التسويق، تنسيق المواعيد مع الاتحادات والأندية الدولية، وتحسين آليات التعاون بين الكاف والجهات المعنية بدلاً من تغيير هوية البطولة التي منحها تكرار إقامتها قيمة خاصة.
طبيعة أمم إفريقيا وأبعاد اقتصادية وتنموية
إقامة البطولة كل عامين لم تكن قرارًا عشوائيًا، بل جاءت متوافقة مع خصوصية القارة واحتياجاتها التنموية. النسخ المتقاربة تمنح الدول فرصة متكررة لتطوير البنى التحتية الرياضية واللوجستية، وتنشيط الاقتصاد والسياحة الرياضية من خلال الإيرادات المباشرة وغير المباشرة.
تكرار الحدث يعزز كذلك ارتباط الجماهير بمنتخباتها ويمنح اللاعبين المحليين محطات متواصلة للظهور والاحتكاك القاري، مما يسهم في بناء قاعدة قوية للمواهب وتثبيت الانتماء الوطني بين المحترفين.
خلاصة: بين التغيير والحفاظ على الهوية
نجاحات تنظيم المغرب 2025 والزخم الصحفي والجماهيري المصاحب له قد تدفع الكاف لإعادة النظر في آليات تطبيق القرار أو مواعيده، وليس بالضرورة التراجع عنه كليًا. السؤال الأهم يبقى: هل الأفضل هو إعادة صياغة جدول البطولة وتطوير تسويقها وتنظيمها بالتنسيق مع الشركاء، أم الإبقاء على التغيير الرباعي حفاظًا على مصالح الأطراف الأخرى؟ الجواب ربما يفرضه توازن بين الحفاظ على هوية أمم إفريقيا ومراعاة الضغوط الدولية بالتنسيق والشفافية داخل أروقة الاتحاد الأفريقي.




