لم تُغلق بطولة كأس العرب 2025 ستائرها إلا بعدما كشفت عن لاعبين أعادوا كتابة اسمائهم على خارطة المنتخبات العربية، سواء بإظهار أنهم لا يزالون في قمة عطائهم أو بأنهم استعادوا ثقتهم بعد فترات من التهميش. البطولة جاءت في موسم احتضن أيضًا نسخة مُوسّعة من كأس العالم للأندية، وتمهيدًا لكأس أمم إفريقيا 2025 ومونديال 2026 الذي سيشهد مشاركة 48 منتخبًا لأول مرة.
فوز المغرب باللقب بعد نهائي ساخن أمام الأردن (3-2)، وتقاسم السعودية والإمارات المركز الثالث بعد إلغاء مواجهتهما بسبب الأحوال الجوية، كانت من محطات البطولة، لكن الأهم ظهور مواهب في منتخبات الصف الثاني أثبتت أحقيتها بالمنافسة على مقاعد المونديال.
عبد الرزاق حمد الله (المغرب)
رغم إعلانه اعتزال الدولي بعد تتويج المغرب، يبقى حمد الله مرشحًا للعودة إذا ما قرر استغلال الأشهر الستة المتبقية قبل المونديال واستعادة جاهزيته. تعرّض لحادثة الطرد أمام عمان وإيقاف لمباراتين، لكنه عاد بقوة وصار عنصراً حاسماً في طريق المغرب نحو اللقب بتسجيله وصناعته أهداف فاصلة أمام الإمارات والأردن، وحصد جائزة أفضل لاعب في النهائي.
عادل بولبينة (الجزائر)
اللاعب الشاب (22 عامًا) ترجم تألقه مع ناديه إلى مستوى طيب مع محاربي الصحراء في كأس العرب. سجل وصنع أمام البحرين وسجل أمام الإمارات بربع النهائي، وأظهر قدرة على اللعب بالجانبين واختراق العمق. يغلب على أدائه الطابع الهجومي مع معدل تسديدات جيد، وبدوره حظي بثقة المدرب فلاديمير بيتكوفيتش ليكون خيارًا في تشكيلة الجزائر لأمم إفريقيا وربما للمونديال إذا استمر على هذا الأداء.
محمد حريمات (المغرب)
قائد وسط الجيش الملكي (31 عامًا) برز كصانع إيقاع في تشكيلة المغرب بقيادة طارق السكتيوي. لعب دورًا Box To Box، سيطر على نسق اللقاءات وغيّر مجريات المباريات بتمريراته وقرأته التكتيكية. خلال مشاركته الست، قدم تمريرات مفتاحية ومعدل تمرير دقيق في مناطق الخصم، ويملك سجلًا جيدًا في البطولات المحلية والقارية ليطالب بمقعد في تشكيلة المونديال.
كرار نبيل (العراق)
محور الزوراء (27 عامًا) قدم بطولة متوازنة دفاعيًا وهجوميًا مع العراق رغم خروج الفريق من ربع النهائي. أظهر ثباتًا في مستوى استرداد الكرة ومساهمات فعالة في الثلث الأخير، إلى جانب دقة تمرير جيدة وطولية ناجحة مرارًا. تجربته في كأس العرب منحت الجهاز الفني بقيادة غراهام أرنولد مؤشرات لتقييم إمكانيته كعنصر توازن قبل خوض الملحق المؤهل للمونديال.
مروان سعدان وياسين براهيمي (لمحات سريعة)
مروان سعدان كان حجرًا دفاعيًا أساسياً في تشكيلة المغرب، وقدم أداءً متسقًا طوال المسيرة إلى اللقب، حتى وإن كانت مشاركاته الدولية محدودة قبل البطولة. أما ياسين براهيمي فالمخضرم الذي عرفه الجمهور بلمساته في مونديال 2014 عاد ليشارك في كأس العرب بعد غياب عن تصفيات المونديال، وقدم لمحات هجومية وصنع فرصًا في المواجهات الإقصائية.
كأس العرب كانت بمثابة منصة اختبار لعدة لاعبين تمكنوا من إعادة تقديم أنفسهم أو لفت الانتباه للمشاركة في الاستحقاقات المقبلة. مع تأهل سبعة منتخبات عربية حتى الآن إلى نهائيات كأس العالم 2026 (الأردن، المغرب، تونس، مصر، الجزائر، قطر، السعودية)، لا يزال باب المنافسة مفتوحًا للاعبين الذين أثبتوا أهليتهم خلال البطولة.
في الختام، بقي سؤال للجمهور: من هم اللاعبون العرب الذين تراهم جديرين بفرصة أساسية مع منتخباتهم في مونديال 2026؟




