إيكيتيكي: وريث صلاح في ليفربول يتألق في وداع الملك
احتشدت الجماهير في آنفيلد لتوديع الفرعون المصري، فيما بدأ هوجو إيكيتيكي في إثبات أحقيته لتولي دور النجم الأوحد في زمن ما بعد محمد صلاح، في وقتٍ تكتنف فيه الشكوك مستقبل “الملك المصري” في النادي.
ودّع صلاح ملعب آنفيلد يوم السبت الماضي، مما أثار تساؤلات حول ما إذا كان هذا وداعًا نهائيًا. بدأ ظهوره في المباراة بإشارة إيجابية، خصوصًا بعد انتقاده الصريح للمُدرب آرني سلوت وإدارة النادي في الأسبوع السابق، مما أثار المخاوف من غيابه عن تشكيل الفريق في المباراة الأخيرة قبل انضمامه للمنتخب المصري في كأس الأمم الأفريقية بالمغرب.
لكن صلاح لم يكتفِ فقط بالحضور، بل ترك بصمة واضحة بتقديمه تمريرة رائعة أسفرت عن الهدف الثاني لليفربول، والذي سجله إيكيتيكي. هذا الهدف لم يؤثر فقط على نتيجة المباراة، بل سجّل قصة تاريخية، حيث تجاوز الرقم القياسي لواين روني كأكثر لاعب تسجيلاً للأهداف لنادٍ واحد في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز.
كانت تلك اللحظة بمثابة تذكير بقيمة محمد صلاح في مشروع ليفربول، والدور الذي لا يزال قادرًا على اللعب فيه، مما يفسر التصفيق الحار الذي ناله اللاعب البالغ من العمر 33 عامًا داخل الملعب وخارجه، رغم انتقادات جيمي كاراجر.
إيكيتيكي لم يكن وحده من استقطب الهتافات في آنفيلد، بل حظي بدوره بتشجيع كبير. مغادرته الملعب قبل 12 دقيقة من النهاية بسبب تشنج عضلي كانت دليلاً قويًا على أنه أصبح الخيار الأول لقيادة هجوم ليفربول، سواء في غياب صلاح أو كخليفة محتمل للنجومية في الفريق.
توقعات بشأن إيكيتيكي
في سبتمبر السابق، اعتبر رينيه مولينستين، مساعد مدرب مانشستر يونايتد السابق، أن البداية القوية لإيكيتيكي مع ليفربول – بتسجيله ثلاثة أهداف في أول ثلاث مباريات – لن تكفي لاستمراره كأساسي، متوقعًا عودته لمقاعد البدلاء عند تعافي ألكسندر إيزاك.
رغم ذلك، سرعان ما أظهرت الآراء تغيرًا مع مرور الوقت، إذ تُعتبر صفقة التعاقد مع إيكيتيكي مقابل 69 مليون جنيه إسترليني جدلًا كبيرًا في أوساط جماهير ليفربول حيث أن اللاعب لم يلعب مع منتخب بلاده الأول، وكان قادمًا من موسم جيد واحد فقط مع آينتراخت فرانكفورت.
إمكانات واعدة توازي هالاند
على الرغم من الضغوطات المرتبطة بحجم الصفقة، إلا أن إيكيتيكي نزل تحدي البطولة بالدوري الإنجليزي بثقة كبيرة، وهو ما أظهره النادي أيضًا. لم يكن ليفربول يتحرك لجذب إيكيتيكي كوسيلة ضغط لنيوكاسل من أجل إيزاك، بل كانوا يراقبون المهاجم الفرنسي منذ مدة طويلة. وأظهرت تحليلات مدير الأبحاث أن هالاند ومبابي هما الوحيدان اللذان يظهران إمكانات هجومية أكبر في سن قريب لدوره.
إيكيتيكي، الذي سجل سبعة أهداف في أول 10 مباريات له كأساسي مع ليفربول، يشابه بداية صلاح في موسمه التاريخي، حيث بدأ الآن بتصاعد أرقامه ونجاحاته.
بالإضافة إلى ذلك، سجل إيكيتيكي عشرة أهداف في جميع المسابقات، ما يعكس تأثيره الجلي على الفريق. قاد قائد الفريق، فيرجيل فان دايك، الإشادة بأرقامه، مؤكدًا على حاجتنا لمثل هذا المهاجم الحاسم.
تحديات قادمة ومتطلبات جديدة
مع غياب محمد صلاح للمشاركة في كأس الأمم الأفريقية وإصابة كودي جاكبو، يبدو أن فترة استبعاد إيكيتيكي عن التشكيلة الأساسية قد انتهت. مهما كانت الخيارات التكتيكية لتعزيز الفريق، فإن وجود إيكيتيكي يعتبر ضرورة ملحة.
على الرغم من سلوكياته التي أثارت الجدل، فإن إيكيتيكي أظهر التزامًا واضحًا بالتعليمات والتوجيهات، وتعلم سريعًا من أخطائه، مما يجعله عنصرًا مهمًا في الفترة المقبلة.
في النهاية، قد لا يصل الفرنسي يومًا ما إلى إنجازات محمد صلاح التاريخية، لكنه يبدو جاهزًا ليكون الأقرب لتولي العرش بعد رحيل الملك المصري.
تابع آخر أخبار المدرج عبر Google News
