قضى منتخب الأردن على آمال السعودية وتأهل لنهائي كأس العرب 2025 بعد الفوز 1-0 على استاد البيت في مباراة نصف النهائي. بهذا الانتصار حجزت الأردن مقعدها لمواجهة المغرب يوم الخميس المقبل، بينما سيتنافس المنتخب السعودي مع الإمارات على المركز الثالث.
حزام ناري وتنظيم دفاعي محكم
فرضت الأردن أسلوبها الدفاعي منذ انطلاق المباراة، مُشكلةً حزامًا ناريًا صعب الاختراق خصوصًا خلال الشوط الأول. اعتمد النشامى على تناوب في الضغط: ترك السيطرة المبدئية للأخضر في نصف ملعبه، ثم تصاعد الضغط تدريجيًا في الثلث الأخير، ما عطّل مبادرات المنتخب السعودي وجعله يفتقد الحلول داخل مناطق القرار.
جاء تعامل رينارد مع الضغط الأردني محدودًا، فمحاولاته لكسر الحصار عن طريق الكرات الطولية إلى رأس فراس البريكان لم تؤتِ ثمارها، إذ لم يستطع الأخضر خلق فرص نظيفة عبر تلك الأسلوبية.
غياب يزن النعيمات وتأثيره على الجانب الهجومي
عانت الأردن في الجانب الهجومي من غياب يزن النعيمات المصاب، الذي كان يمثل عنصرًا مفصولًا في الأسابيع الماضية بمهارات فردية وقدرة على نقل اللعب للأمام. فقدان قدرته على حمل الكرة وخلق المساحات دفع بالفريق للاعتماد على التحولات السريعة فقط، ما حد من خطورته أمام مرمى السعودية رغم زيادة وتيرة الهجمات في الشوط الثاني.
غياب الحلول الفردية جعل الوصول للمرمى السعودي أمرًا نادرًا، فكانت فرص النشامى مبنية أساسًا على المرتدات والتحولات بدلاً من بناء هجوم منظم عبر منتصف الملعب.
التبديلات والكرات العرضية.. وتكرار خطأ الرقابة
مع بداية الشوط الثاني أجّر رينارد تجربة الدفع بجناح أيمن (عبدالرحمن العبود) ليوسع الملعب ويزيد من الكرات العرضية، وهو نفس الحل الذي نجح جزئيًا أمام فلسطين في ربع النهائي. الزيادة في عدد العرضيات ظهرت، لكن نوعيتها لم تخلق اختراقًا حاسمًا، إذ واجه المهاجمون السعودي نقصًا في التعامل مع تلك الكرات أمام تكتل الأردني في منطقة الجزاء.
وأتى هدف الأردن من كرة عرضية مستغلة ضعف الرقابة الفردية في الدفاع الأخضر، عندما استغل نزار الرشدان سوء التغطية ليهز الشباك برأسية منتصف الشوط الثاني. هذا الخطأ في الرقابة المتكررة على العرضيات ظهر في مباريات سابقة أيضًا، ويبرز حاجة العمل التكتيكي العاجل قبل الاستحقاقات المقبلة.
حاول رينارد بعدها تعزيز الهجوم بإدخالات هجومية (عبدالله الحمدان وصالح الشهري) ومنح محمد كنو دورًا متقدّمًا لزيادة الازدحام داخل منطقة الجزاء، لكن التمركز الأردني المتميز وكفاءة الدفاع الثلاثي حالت دون تحويل تلك الكرات إلى تهديف.
وفي المقابل، اكتفى المنتخب الأردني بإحكام التمركز الدفاعي وتنظيم الخطوط، محافظًا على التوازن حتى صافرة النهاية ليحصد فوزًا ثمينًا وتأهلًا مستحقًا.
اختصارًا، ينتظر الأخضر وقفة إصلاح سريعة في ملف الرقابة على الكرات العرضية قبل الاستحقاقات الكبرى، بينما يكسب منتخب الأردن دفعة معنوية كبيرة وثقة تكتيكية قبل مواجهة المغرب في النهائي.




