تكتيكات مانشيني تقود السعودية للخسارة أمام المغرب
الهزيمة أمام المغرب: أخطاء تكتيكية كلفت السعودية غالياً
في مواجهة الجولة الثالثة من دور المجموعات بكأس العرب 2025، تلقى المنتخب السعودي هزيمة أمام المغرب بنتيجة 1-0، ليخسر صدارة المجموعة الثانية لصالح “أسود الأطلس”. جاءت المباراة متوترة، حيث استغل المنتخب المغربي الأخطاء الدفاعية السعودية ليحسم اللقاء لصالحه، في حين عجز “الأخضر” عن العودة رغم محاولاته.
تكتيك 3-5-2: وصفة الفشل أمام المغرب
بدأ المنتخب السعودي اللقاء بتشكيل 3-5-2، وهو تكتيك بدا غير مناسب لطبيعة المباراة، خاصة أمام فريق يتميز بالسرعة والتحولات الهجومية الخاطفة. اعتمد هذا الأسلوب على ثلاثة مدافعين وجناحين بواجبات دفاعية، مما خلق ثغرات واضحة في الأطراف وصعوبة في بناء الهجمات. كما كان اختيار لاعبي خط الوسط ضعيفاً، مع الاعتماد على مراد هوساوي ومصعب الجوير فقط، مما حد من الربط بين الدفاع والهجوم وأضعف القدرة على صناعة اللعب.
الغياب الواضح للحلول الهجومية البديلة أجبر المنتخب على الاعتماد على الكرات الطويلة والاختراقات الفردية، وهي أساليب لم تجد نفعاً أمام دفاع مغربي متماسك. نتج عن ذلك سيطرة مغربية على مجريات اللعب وافتقار سعودي للسيطرة على الكرة.
فشل تجربة مانشيني الدفاعية
تكررت مشكلة اللعب بثلاثة مدافعين مع المدرب مانشيني، حيث فشلت هذه التجربة في تعزيز خط الوسط أو الضغط على الخصم، بل خلقت ثغرات كبيرة في الخط الخلفي، خاصة عند التحولات السريعة للمنافسين. ظهرت مشاكل في التمركز الدفاعي، مع وجود مساحات بين المدافعين الثلاثة، وضعف التغطية على الأطراف، مما جعل الكرات العرضية تهديداً دائماً، كما حدث في هدف المباراة الوحيد. افتقر الخط الخلفي للتنظيم عند الضغط العالي، مما أدى إلى ارتباك اللاعبين. هذه المشاكل تؤكد أن هذا الأسلوب لم يعد مجدياً أمام الفرق السريعة والذكية، وأن العودة إلى أربعة مدافعين قد تكون الحل الأمثل.
ثغرات دفاعية مستمرة وإهدار فرص قاتلة
يعاني الخط الخلفي للمنتخب السعودي من مشكلة مستمرة، حيث أصبحت أي كرة عرضية تشكل تهديداً خطيراً. هدف المغرب كان خير دليل على ذلك، حيث بدأ بخطأ في التمرير من عبد الإله العمري وسوء تمركز المدافعين. لم ينجح الدفاع في قراءة تحركات مهاجمي المغرب، مما منحهم مساحة كافية. الأخطاء البسيطة في التمرير والاستلام كانت كافية لمنح الهدف للمنافس، مما يجعل الدفاع السعودي عرضة للهزيمة.
رغم المعاناة الدفاعية، أهدر المنتخب السعودي فرصة واضحة للعودة في المباراة عبر ركلة جزاء في الدقيقة 69، أهدرها عبد الله الحمدان. هذه الفرصة المهدرة تلخص مشكلة “الأخضر” في إنهاء الهجمات واستغلال الفرص. الافتقار إلى الحسم في اللحظات الحاسمة يزيد الضغط على الفريق. كما لم يستغل “الأخضر” الكرات العرضية أو الهجمات المرتدة بشكل فعال، مما قلل من خطورته وأثر على معنويات اللاعبين.
مداورة محسوبة بتكلفة عالية
لاحظ الكثيرون مداورة في تشكيلة المنتخب، ربما بهدف إراحة الأساسيين استعداداً للدور ربع النهائي أو لتجربة عناصر جديدة. ورغم أن الهدف يبدو استراتيجياً لإدارة الجهد والجاهزية البدنية، إلا أن المداورة جاءت بتكلفة عالية على الأداء الدفاعي والهجومي، حيث ظهر الفريق أقل انسجاماً وانضباطاً. يبدو أن المدرب راهن على الأدوار الإقصائية مع الحفاظ على سلامة الأساسيين، رغم المخاطر التي واجهها في هذه المباراة.




