اخبارالكرة الاسبانية

ألونسو والبرنابيو: صراع الهيبة والهوية بعد الكلاسيكو

بدء تصدع مشروع ألونسو

بدأت بوادر التصدع تظهر في مشروع المدرب تشابي ألونسو مع ريال مدريد، عقب ليلة الكلاسيكو التي كان يُعتقد أنها انتصار للفريق. الانفجار العلني للاعب فينيسيوس جونيور لم يكن سوى قمة جبل الجليد لصراع صامت بدأ قبل أسابيع، ومع غياب الدعم المؤسسي، وجد ألونسو نفسه يفقد السيطرة والهوية التي ميزت بدايته المبشرة.

رؤية ألونسو الجديدة

وصل ألونسو إلى ريال مدريد بمهمة واضحة: بناء فريق ذي هوية حديثة، مبتعداً عن أسلوب اللعب الذي اتّبعه المدربون السابقون. كانت الإدارة تتطلع إلى مدرب شاب قادر على تطبيق أفكار جديدة، على غرار ميكيل أرتيتا، رغم التجارب التاريخية غير الناجحة للنادي مع هذا النوع من الرهانات.

خطة جريئة وتحديات مبكرة

منذ اليوم الأول، امتلك ألونسو تصوراً كاملاً لهوية الفريق المنشودة، مع التركيز على الضغط العالي والالتزام الجماعي. سعى لبناء الفريق حول كيليان مبابي، مع وضع معايير واضحة لبقية اللاعبين، بمن فيهم فينيسيوس جونيور الذي تلقى رسالة مباشرة: “إذا أردت اللعب، فعليك أن تركض”.

بدأت النتائج الإيجابية بالظهور، حيث حقق الفريق 13 انتصاراً في 14 مباراة، مقدمًا أداءً صلباً ومنضبطاً. برز لاعبون مثل ماستانتونو وإبراهيم دياز، اللذين كانا عناصره الأساسية في تطبيق أفكار ألونسو. لكن خلف الكواليس، بدأت غرفة الملابس تغلي، حيث لم يكن لاعبون كبار مثل فينيسيوس وبيلينجهام وفالفيردي مرتاحين لجرعة العمل التكتيكي المتزايدة.

غليان غرفة الملابس وانفجار فينيسيوس

كان فينيسيوس جونيور أبرز المتأثرين بالصرام التكتيكي، رافضاً الدور الثانوي والمتطلبات الدفاعية. تصاعد التوتر ليبلغ ذروته في الكلاسيكو، عندما استبدله ألونسو قبل نهاية المباراة بعشرين دقيقة، مما أدى إلى انفجار اللاعب أمام الجماهير. قرر النادي عدم التدخل، تاركًا المدرب يواجه الموقف وحيدًا، ما أدى إلى فقدانه لهيبته وسيطرته.

منذ تلك الليلة، شهد أداء الفريق تراجعاً ملحوظاً. اختفى الضغط العالي، وتراجع دور لاعبين مثل دياز وماستانتونو، بينما عاد فينيسيوس وبيلينجهام ليصبحا “مقدسين”، وغيّر فالفيردي مركزه الدفاعي.

من مدرب إلى مدير

تحول ألونسو بعد الكلاسيكو من قائد لمشروع إلى مجرد مدير لغرفة الملابس، وهو الدور الذي لم يأتِ من أجله. كان مشروعه يقوم على مبدأ “الجميع يركض”، وكان صارماً مع نجومه لغرس ثقافة اللعب الجماعي، مؤمناً بقدراتهم كنقاط قوة للفريق.

ضياع الهوية

اختار ألونسو نهجاً حازماً، لكنه اضطر للتراجع للحفاظ على استقرار الفريق، مما أدى إلى فقدانه لهيبته وضياع هوية المشروع. أكدت مصادر إعلامية أن غرفة الملابس انتصرت بالكامل، وأن سلطة ألونسو تلاشت، ليصبح أسيراً لواقع غرفة الملابس بدلاً من كونه قائداً لمشروع تكتيكي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى