رينارد على أعتاب التاريخ: السعودية تسعى لفك نحس 40 عامًا
يُعد المدرب الفرنسي هيرفي رينارد، المدير الفني للمنتخب السعودي، على أعتاب كتابة اسمه بأحرف من ذهب في تاريخ الكرة السعودية. ففي مباراته الثالثة والأخيرة ضمن دور المجموعات لبطولة كأس العرب 2025 المقامة في قطر، أمام المنتخب المغربي، يمتلك رينارد فرصة تاريخية لإعادة الأخضر إلى منصات التتويج بتحقيق إنجاز غائب منذ 40 عامًا.
يدخل المنتخب السعودي، متصدر المجموعة برصيد 6 نقاط، مواجهة حاسمة أمام المنتخب المغربي الذي يسعى لحسم تأهله وربما صدارة المجموعة برصيد 4 نقاط. ورغم تأهل الأخضر بالفعل، إلا أن الانتصار سيمنح رينارد فرصة تاريخية لكسر حاجز الـ 40 عامًا.
صدارة سعودية تاريخية
إذا تمكن المنتخب السعودي من تحقيق الفوز والوصول إلى النقطة التاسعة بالعلامة الكاملة، محتلًا صدارة المجموعة الثانية، فسيكون قد حقق إنجازًا لم يتحقق منذ عام 1985. في تلك النسخة من كأس العرب، التي استضافتها المملكة، نجح الأخضر في تحقيق العلامة الكاملة في مجموعته بالفوز على قطر والأردن، حيث انتهت مباراة الأردن برباعية نظيفة وتألق فيها فهد المصيبيح وصالح النعيمة، بينما فاز على قطر بهدف دون رد.
تكرار التفوق في المجموعات
لم يتوقف تفوق المنتخب السعودي في مراحل المجموعات عند كأس العرب، ففي العام التالي، 1986، وخلال دورة الألعاب الآسيوية في كوريا الجنوبية، تصدر الأخضر مجموعته الثالثة بالعلامة الكاملة بثلاثة انتصارات على إندونيسيا وقطر وماليزيا. ورغم وصول المنتخب إلى المباراة النهائية، إلا أنه خسر أمام كوريا الجنوبية صاحبة الأرض بنتيجة 2-0، بعد مشوار حافل تضمن الفوز على العراق والكويت بركلات الترجيح في دور الثمانية ونصف النهائي. وشهدت تلك البطولة تألق نجوم مثل يوسف الثنيان ومحسن الجمعان وصالح النعيمة.
إنجازات ماضية
في نسخة 1990 من دورة الألعاب الآسيوية بالصين، تصدر المنتخب السعودي مجموعته الثلاثية التي ضمت بنجلاديش واليابان، وكان من أبرز نجوم تلك البطولة ماجد عبدالله وفهد الهريفي. وتجدر الإشارة إلى أن المنتخب السعودي اعتاد على المنافسة بقوة حتى نسخة 2002، التي بدأ فيها بالاعتماد على فريق الشباب تحت 23 عامًا، واستمر على هذا النهج.
أما في النسخة الثالثة من كأس العرب عام 1974، فقد تصدر الأخضر مجموعته التي ضمت الإمارات والبحرين بالعلامة الكاملة، بفوزه على كل منهما بنتيجة 4-1 أمام البحرين و2-0 أمام الإمارات، وشهدت تلك البطولة تألق سعيد الغامدي. وصل المنتخب السعودي إلى المباراة النهائية لكنه خسر أمام الكويت بأربعة أهداف، ليحصد المركز الثاني.
حتى في بطولة كأس الخليج الأولى التي حققها المنتخب السعودي عام 1994 في الإمارات، لم يتمكن الأخضر من تحقيق العلامة الكاملة، حيث فاز في 4 مباريات وتعادل في واحدة. كما حرم التعادل أمام المنتخب الكويتي المنتخب السعودي من تحقيق العلامة الكاملة في خليجي 15 عام 2002، التي أقيمت في المملكة، حيث فاز الأخضر باللقب بعد 4 انتصارات وتعادل وحيد في 5 مباريات.
صعوبة الحفاظ على العلامة الكاملة
في السنوات الأخيرة، واجه المنتخب السعودي صعوبة في تحقيق العلامة الكاملة في مراحل المجموعات أو التصفيات، مما يجعل إنجاز رينارد المنتظر أكثر أهمية. إن تحقيق الفوز بالعلامة الكاملة سيمنح الأخضر دفعة معنوية قوية، خاصة قبل خوض غمار كأس العالم في مجموعة تضم منتخبات قوية مثل إسبانيا وأوروجواي والرأس الأخضر، وسط آمال جماهيرية عريضة بالتأهل.
طموحات مغربية
من جهة أخرى، يسعى المنتخب المغربي بقوة لتحقيق الفوز وضمان صدارة مجموعته. ويأمل المنتخب المغربي، بقيادة مدربه طارق السكتيوي، في إثبات جدارته وأنه لا يقل شأنًا عن المشاركين في كأس الأمم الأفريقية. ورغم تعثره أمام عمان في المباراة الماضية، إلا أن المنتخب المغربي يطمح للفوز على أحد المرشحين للقب ليعزز حظوظه في التأهل لدور الثمانية.




