بوستيكوجلو في موعد مع المجد.. وأمنية أخيرة لسون!

في لحظة يراها البعض عابرة، يراها أنجي بوستيكوجلو المدرب الأسترالي كأكثر اللحظات مصيرية في رحلته مع توتنهام هوتسبير. لا يتحدث عن مستقبله، ولا يغوص في سيناريوهات الرحيل أو البقاء، بل يقف بكل هدوء في مهب العاصفة قبل نهائي الدوري الأوروبي أمام مانشستر يونايتد، وكأن شيئًا لا يهم سوى هذه “الفرصة”.
“هل هذه مباراتي قبل الأخيرة؟ هذا لا يهم حقًا”، يقولها الرجل بثبات الجبال. التركيز الكامل مُسلط على “الآن”، على “الفرصة” التي اعتبرها هدية ثمينة لنادٍ طال انتظاره للفرح، ولجماهير لم تفقد الأمل رغم الوجع المتكرر.
بوستيكوجلو لا يراوغ في الكلمات، بل يوجه رسالة إنسانية وعاطفية إلى نجم الفريق سون هيونغ مين، وصفه فيها بـ”الاستثنائي”، وأضاف: “لم يأتِ كثيرون من قارة آسيا ونجحوا في البقاء بهذا المستوى داخل البريميرليغ لفترة طويلة. سيكون أمرًا رائعًا أن نختم مسيرته بلقب أوروبي كبير”.
المدرب الذي واجه الشكوك، وصمد أمام ضغط الصحافة وجماهير تعشق الانتصارات، بدا واثقًا من رسالته ومبدئه. لم يناقش مستقبله مع اللاعبين لأنه، كما قال: “لا شيء مضمون في هذه الحياة أو في الرياضة”. واقعية صادمة، لكنها تبني جيلاً مقاتلاً.
وفي خضم حديثه، كشف عن تجارب مشابهة عاشها من قبل، حيث كانت بعض النهائيات محطته الأخيرة مع الفرق التي دربها. لكنه عاد ليختم بقوة: “لا أعتقد أن مهمتي هنا قد انتهت. الفوز بالكأس قد يسرّع تطورنا، لكن الطريق لا يزال طويلاً، والتحديات أكبر مما يتخيل البعض”.
بوستيكوجلو لم يُطلق الوعود، لكنه وعد بالقتال. لم يرفع سقف الطموح إعلاميًا، لكنه زرع داخل غرفة الملابس بذور الحلم.
فهل يكون نهائي الأربعاء بداية قصة مجد جديدة للسبيرز؟ أم مشهد الوداع لمدرب آمن بحلم لم يكتمل بعد؟
ما نعرفه فقط، أن هناك مدربًا اسمه أنجي، يحترق من الداخل… ليمنح توتنهام طعم الذهب.