اخبار

دراما ناكامبا وتألق الفراعنة في ختام المجموعة

شهدت الجولة الختامية للمجموعة الثانية في كأس الأمم الإفريقية 2025 مشاهد متضاربة بين مباراة ملأتها الأهداف والدراما ومواجهة امتازت بالاختبارات التكتيكية والبديلة. الجمهور عاش ليلة جمعت بين التقلبات الكروية الحادة في ديربي جنوب إفريقيا وزيمبابوي، وبين برودة الأداء وقرارات الجهاز الفني في مباراة مصر وأنجولا.

مهرجان الأهداف وصعوبة التوازن

افتتحت مباراة جنوب إفريقيا بقوة عندما تقدم تشيبانج موريمي في الدقيقة السابعة بعد تمريرة حاسمة من لايل فوستر، وردت زيمبابوي سريعاً عبر تاواندا ماسوانهايس الذي أطلق تسديدة مميزة أعادت التعادل. مع انطلاقة الشوط الثاني عاد لايل فوستر ليسجل رأسية أعادت التقدم لجنوب إفريقيا، لكن المباراة لم تخلُ من الأخطاء الدفاعية التي كلفت أصحاب الأرض غالياً، حيث سجل أوبري موديبا هدفاً بالخطأ ثم شهدت الدقائق الأخيرة لقطة مثيرة للغاية عندما لمس مارفيلوس ناكامبا الكرة بيده داخل المنطقة.

بعد العودة لتقنية الفيديو قرر الحكم اقتصار العقوبة على البطاقة الصفراء واحتساب ركلة جزاء، فانبرى أوسوين أبوليس لتنفيذها بنجاح ليقلب النتيجة ويمنح فريقه الفوز بنتيجة 3-2 وتأشيرة التأهل إلى المركز الثاني في المجموعة. المشهد أعاد إلى الأذهان لقطات مشابهة شهِدتْها ملاعب عالمية، وأثبتت مرة أخرى أن مباريات الديربي لا تُحسم إلا في اللحظات الأخيرة.

مصر وأنجولا: بروفة تكتيكية وقيمة البدلاء

اختار حسام حسن إراحة العناصر الأساسية وإعطاء الفرصة لبدلاء الفراعنة في مواجهة أنجولا، وانتهى اللقاء بالتعادل السلبي الذي حمل في طياته مكاسب فنية واضحة لمصر. دفاع المنتخب قادته ثنائية ياسر إبراهيم وحسام عبد المجيد وقدم عملاً تكتيكياً محكماً أمام محاولات مابولولو وجيلسون دالا، بينما أثبت خط الوسط متانة بدنية بقيادة محمد شحاته ومهند لاشين قبل أن يخرج مصاباً.

أبرز مكسب للفراعنة كان تصديات الحارس مصطفى شوبير التي أنقذت مرماه من عدة محاولات خطيرة، ولاحقاً أثبتت تغييرات حسام حسن فاعليتها هجوميًا مع دخول زيزو ومصطفى فتحي اللذين أوشكا على خطف الفوز لولا يقظة حارس أنجولا. الخلاصة أن المنتخب خرج من دور المجموعات ببطاقة التأهل ومع مؤشرات قوية على عمق التشكيلة والاستفادة من دكة البدلاء، رغم بعض القلق من إصابات مهند لاشين وصلاح محسن التي يتابعها الطاقم الطبي.

لعنة العلامة الكاملة.. خيار الحذر التاريخي

قد يبدو التعادل التكتيكي تعثراً للبعض، لكن التجارب القريبة في بطولات سابقة تؤكد أن تحقيق العلامة الكاملة في المجموعات ليس ضماناً للاستمرار بعيداً؛ فقد شهدت النسخ الأخيرة مداها من المفارقات التي أطاحت بمنتخبات حققت بدايات مثالية. لذلك بدا قرار الجهاز الفني المصري بمنح فرصة للبدلاء والقبول بنتيجة التعادل قراراً ذا بعد استراتيجي يهدف إلى تجنب الغرور وإبقاء اللاعبين في مستوى يقظ قبل الأدوار الإقصائية.

أسدل الستار على الجولة الأخيرة بكشف وجهين من المنافسة: جانب تهديفي مجنون أظهر قوة الشخصية لدى بعض الفرق وقدرتها على قلب النتائج، وآخر تكتيكي أبان عن أهمية العمق الفني والبدلاء في سباق طويل نحو اللقب. الآن يبدأ المسار الحقيقي نحو الأدوار الحاسمة حيث لن يكون هناك متسع للأخطاء أو نصف الحلول.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى