غاز الضحك: تهديد صامت لنجوم البريميرليج
شهد الدوري الإنجليزي الممتاز مؤخرًا تصاعدًا في فضائح استنشاق ما يُعرف بـ”غاز الضحك” (أكسيد النيتروز)، ليخرج هذا السلوك من نطاق الاحتفالات العابرة ويتحول إلى مشكلة صحية وانضباطية تؤثر على لاعبين بارزين ومكانة الأندية.
حالات بارزة في البريميرليج
تجدد الملف بعد ظهور مقطع يُزعم أنه لإيف بيسوما لاعب وسط توتنهام وهو يستنشق الغاز من بالون، ما دفع النادي لفتح تحقيق داخلي. هذه ليست الحادثة الأولى للاعب، الذي سبق وأن تعرض لإيقاف عن مباراة افتتاح موسم 2024 بسبب واقعة مشابهة.
في 2018 أثارت لقطات مسعود أوزيل وزملائه في أرسنال استنشاقهم الغاز خلال حفل جدلًا واسعًا، إذ سارعت إدارة النادي لتوبيخ اللاعبين وتذكيرهم بمسؤولياتهم المهنية رغم أن حيازة الغاز ليست جريمة قانونية.
رحيم سترلينج واجه اتهامات مماثلة أثناء فترة وجوده في ليفربول عندما نُشرت لقطات له يتعاطى الغاز ويفقد وعيه للحظات، وأكد مدربه آنذاك أن مثل هذه السلوكيات لا تليق بمحترف رياضي.
جاك غريليش أيضًا تعرض للتوبيخ في بداياته بعد تسريب صور قديمة له وهو يستنشق أكسيد النيتروز، فيما اضطر كايل ووكر للاعتذار العلني عام 2013 بعدما انتشرت صورة له خلال سهرة وهو يستخدم الغاز.
ردود الأندية والسياسات التأديبية
اتخذت الأندية نهجًا أكثر تشددًا مع تكرر الحوادث، فما كان يُنظر إليه سابقًا كسلوك اجتماعي صار الآن ملفًا تأديبيًا يمكن أن يؤدي إلى إيقافات أو عقوبات داخلية. توتنهام، مثلًا، فتح تحقيقًا فوريًا مع لاعبه بعد تسريب مقطع جديد، في ظل توجه عموم الأندية نحو سياسة عدم التسامح مع أي سلوك يعرّض صحة اللاعب أو سمعة النادي للخطر.
المدربون والإدارات باتوا يعتبرون مثل هذه الوقائع “خطرًا مهنيًا” يتجاوز الجانب الشخصي، لما قد ينتج عنها من أثر مباشر على قدرة اللاعب البدنية والأداء داخل الملعب.
المخاطر الصحية وتأثيرها على المسيرة
يحذر الخبراء من أن الاستنشاق المتكرر لأكسيد النيتروز يستهلك فيتامين B12 ويعرض الجهاز العصبي لاضطرابات خطيرة، قد تصل إلى تلف في الحبل الشوكي يسبب تنميلًا وفقدان توازن أو شللًا جزئيًا. كما قد يؤدي الحرمان المفاجئ من الأكسجين إلى الإغماء أو حتى فشل قلبي.
تؤدي الآثار المزمنة لتناقص فيتامين B12 إلى فقر دم يقلل من قدرة العضلات على التحمل ويضعف الانفجارات السريعة والحس الحركي الدقيق، وهي عناصر أساسية لأداء محترف في بطولات مثل البريميرليج. بالإضافة لذلك، ثارت تقارير عن حالات تطورت إلى الاعتماد النفسي أو الجسدي على المادة، ما استدعى تلقي بعض اللاعبين علاجًا متخصصًا.
في ضوء ذلك، يؤكد المتخصصون أن هذه الظاهرة أصبحت “عدوًا خفيًا” لأداء الرياضيين، مما يوجب تكثيف جهود التوعية الطبية والرقابية داخل الأندية لضمان سلامة اللاعبين ومساراتهم المهنية.




