كوارث التكنولوجيا في الملاعب: من الكونغو إلى أوروبا
شهد عالم كرة القدم في السنوات الأخيرة اعتمادًا متزايدًا على التكنولوجيا بهدف الحد من الأخطاء التحكيمية، لكن الواقع أظهر أن هذه التقنية ليست معصومة من الأخطاء، بل إن بعض أعطالها كانت سببًا في جدل ونتائج مثيرة للغضب.
حادثة الكونغو الديمقراطية وبنين في كأس أمم إفريقيا 2025
في مباراة الدورة الأولى للمجموعة التي تضم السنغال وبوتسوانا أيضًا، انتهت مواجهة الكونغو الديمقراطية وبنين بفوز الكونغو (1-0). اللقطة الأبرز جاءت عندما لمس لاعب الكونغو الكرة بيده داخل منطقة الجزاء، ما كان يستدعي احتساب ركلة جزاء لصالح بنين. لكن الحكم توجه لمشاهدة اللقطة عبر غرفة تقنية الفيديو (فار) فوجد الشاشة غير متاحة، فقرر عدم احتساب الركلة، وخلصت المباراة بفوز الكونغو الذي حسمت النتيجة لمصلحة المضيفين رغم الجدل.
أمثلة دولية لأعطال تقنية قلبت نتائج مباريات
هذه الواقعة ليست الأولى من نوعها؛ ففي أبريل 2024 أثار عدم احتساب هدف لامين يامال في مباراة برشلونة وريال مدريد جدلاً واسعًا بعدما ظهرت اللقطات اللاحقة أن الكرة تجاوزت خط المرمى، لكن غرفة الفار لم تملك زاوية واضحة والحكم لم يحتسب الهدف، دون وجود تقنية خط المرمى المعتمدة في إسبانيا آنذاك.
وفي نهائي دوري أبطال إفريقيا 2019 بين الترجي والوداد حصل عطل في تقنية الفار تحت ذرائع نقص قطع الغيار، فانسحب الوداد احتجاجًا، ثم دار جدل طويل انتهى بطعن أمام محكمة التحكيم الرياضي قبل تأييد تتويج الترجي.
وفي الدوري الإنجليزي 2019-2020 شهدت مباراة شيفيلد يونايتد وأستون فيلا فشلًا نادرًا في تقنية خط المرمى، إذ حجبت الكاميرات رؤيتها بسبب اعتراض الحارس والقائم، فحُرم شيفيلد من هدف واضح وانتهت المباراة بالتعادل ما ساهم لاحقًا في نجاة أستون فيلا من الهبوط.
حالات أخرى تضمنت نسيان حكم الفار رسم خطوط التسلل أثناء مراجعة هدف برينتفورد ضد أرسنال في 2022-2023، مما حرَم أرسنال نقطتين مهمتين في سباق اللقب، وحالة الزاوية العمياء التي أثرت على يوفنتوس ضد ساليرنيتانا عندما أُلغي هدف ميليك بداعي تسلل لم تكن موجودة فعليًا لغياب الزوايا المناسبة من غرفة الفار.
خلاصة وتأثيرات على اللعبة
الأمثلة السابقة تؤكد أن التقنية أصبحت عنصرًا حاسمًا في صنع القرار التحكيمي، لكن الاعتماد عليها دون ضمانات تشغيلية وبدائل احتياطية قد يخلق مشاكل أكبر من التي وُجِدت لحلها. لا يكفي تطوير الأنظمة، بل يجب أيضًا تحسين البنية التحتية والعمليات الاحتياطية، وتأهيل الطواقم الفنية والقضاة، لضمان أن تكون التكنولوجيا حليفًا حقيقيًا لنزاهة النتائج وليس سببًا لجدل دائم.




