اخبارالكرة العالمية

نقطة التحول.. انطلاق الكرة المغربية منذ 2008

شهد المشهد الكروي المغربي تحولاً واضحاً في الأعوام التي تلت 2008، حين تحوّلت المبادرات الحكومية والاستثمارات المنظمة إلى منظومة عمل متكاملة جعلت من كرة القدم رافعة للنفوذ الناعم الوطني.

المنعطف الاستراتيجي بعد 2008

جاءت “المناظرة الوطنية للرياضة” في الصخيرات (24-25 أكتوبر/تشرين الأول 2008) بوصفها تشخيصاً وطنياً شاملاً لواقع الرياضة، واعترافاً رسمياً بوجود اختلالات بنيوية. وقد مهدت هذه المناظرة لوضع خارطة طريق تتضمن إصلاحات هيكلية ورؤى بعيدة المدى تعيد ترتيب أولويات القطاع الرياضي.

إصلاحات مؤسسية واستثمار طويل الأمد

اشتملت الإصلاحات على تحديث الحوكمة الرياضية والانتقال من التدبير التطوعي إلى الاحتراف، وربط المسؤولية بالمحاسبة، بالإضافة إلى تعزيز التكوين القاعدي. تواصلت الخطوات التشريعية بإصدار قانون التربية البدنية والرياضة رقم 30.09، الذي أعاد تنظيم الإطار القانوني والمؤسساتي وساهم في تأسيس رؤية تنفيذية مستدامة.

على صعيد البنى التحتية، ضخ المغرب استثمارات كبيرة في تطوير الملاعب وتجهيز المدن الرياضية، بالإضافة إلى إنشاء أكاديمية محمد السادس لكرة القدم التي لعبت دوراً مركزياً في إخراج جيل مؤهل فنياً وذهنياً ومهنياً.

إنجازات محلية وقارية وعالمية

تجلت ثمار هذه الرؤية في نتائج ملموسة: عودة المنتخب إلى كأس العالم 2018، والتألق غير المسبوق ببلوغ نصف نهائي مونديال قطر 2022، ثم الحصول على الميدالية البرونزية في الألعاب الأولمبية باريس 2024، مروراً باللقب العالمي تحت 20 عاماً في 2025، وصولاً إلى الاستعداد المشترك لاستضافة كأس العالم 2030 مع إسبانيا والبرتغال.

وتشير تقارير صحفية إلى أن المسار المغربي أصبح نموذجاً إفريقياً في الإعمار الرياضي والتجديد السريع للملاعب، ما ساهم في إحداث تغيّر في ملامح عدة مدن وتنمية شعور الفخر الوطني. كما شهد الحدث القاري الأخير إقبالاً جماهيرياً كبيراً، مع بيع ما لا يقل عن 250 ألف تذكرة في 74 دولة منذ نهاية أكتوبر الماضي، ونفاد تذاكر مباريات المنتخب في غضون ساعة إلى ساعتين.

يبقى ما أنجزه المغرب خلال سنوات قصيرة مثالاً على كيف يمكن للتخطيط الاستراتيجي والاستثمار المستدام أن يغيّرا واقع منظومة رياضية بأكملها، ويضعا البلد في مصاف كبار اللعبة على المستوى القاري والعالمي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى