تعقيدات ميركاتو باريس سان جيرمان في يناير
ما هو السر وراء يناير الهادئ في حديقة الأمراء؟
يبرز النظام الجديد لدوري أبطال أوروبا كعامل معقد في خطط باريس سان جيرمان خلال سوق الانتقالات الشتوية، مما يؤدي إلى إعادة ترتيب أولويات النادي الباريسي في فترة تعتبر حاسمة للعديد من الأندية الأوروبية.
ومع اقتراب فتح نافذة الانتقالات الشتوية، لا يدخل باريس سان جيرمان شهر يناير بنفس التفكير الذي يتبعه معظم الأندية الكبرى في القارة. فرغم المظهر الخارجي للاستقرار الفني ونجاح الفريق، فإن هناك عامل خارجي يفرض إيقاعه الخاص على استراتيجيات النادي. هذا التفصيل الزمني قد يبدو ثانويًا للوهلة الأولى، لكنه يحمل تبعات ثقيلة تعيد تشكيل ملامح النقاشات والمفاوضات والطموحات.
بين الانتظار والحسابات الدقيقة والحذر، يجد باريس سان جيرمان نفسه أمام سوق انتقالات شبه مجمد، تمر عليه التحديات القارية باهتمام كبير.
ميركاتو شتوي محسوب بدقة في باريس
يدخل باريس سان جيرمان فترة الانتقالات الشتوية وهو في وضع مريح نسبيًا. فبعد التتويج بكأس الإنتركونتيننتال وإنجاز الفوز بالبطولة السداسية في 2025، يمتلك النادي تشكيلة قوية ومتوازنة قادرة على المنافسة. وقد أعرب المدرب لويس إنريكي عن ثقته الواضحة في المجموعة الحالية، التي تجمع بين خبرات اللاعبين والشباب الواعدين الذين يحصلون على فرص منتظمة في التشكيلة.
وفي هذا السياق، لا تبدو هناك احتياجات ملحة تحتم تحركات سريعة في سوق يناير، خصوصًا مع جاهزية جميع اللاعبين تقريبًا. ويتعزز هذا الشعور مع العودة التدريجية للعديد من المصابين، مما يوفر مزيدًا من الحلول الفنية في النصف الثاني من الموسم. في ظل هذه الظروف، تبدو أي تعاقدات مستقبلية أقرب إلى كونها فرصًا مدروسة بدلاً من حاجات ملحة.
دوري الأبطال.. القيد الأكبر على تحركات باريس
بعيدًا عن الجوانب الفنية، يواجه باريس سان جيرمان عائقًا كبيرًا يتمثل في جدول مباريات دوري أبطال أوروبا. فمع فتح نافذة الانتقالات الشتوية في الأول من يناير وإغلاقها في الثاني من فبراير، تجري الجولة الأخيرة من دور المجموعات في الثامن والعشرين من يناير، أي قبل أيام قليلة من إغلاق السوق.
هذا التعارض الزمني يعقد المفاوضات بشكل كبير، ليس فقط لباريس سان جيرمان، بل لمختلف الأندية المشاركة في المنافسات الأوروبية. وطبقًا لتقارير مصادر، تتجنب الأندية اتخاذ قرارات تصعيدية أو تعزيز الصفوف قبل وضوح مصيرها القاري، مما يؤدي لتأجيل معظم المفاوضات الجادة لما بعد الجولة الأخيرة من دوري الأبطال. نتيجة لذلك، يتقلص هامش المناورة أمام باريس سان جيرمان، خصوصًا في الأيام الأخيرة من الميركاتو.
سوق استمرارية أكثر منه سوق تغييرات
في ظل هذا الوضع، يبدو أن باريس سان جيرمان مقبل على شهر يناير هادئ نسبيًا. فالإدارة والجهاز الفني يدركان أن الفرص الحقيقية ستكون محدودة حتى ستار دور المجموعات في دوري أبطال أوروبا. ورغم إمكانية التعاقد مع لاعبين جدد لتقوية مراكز محددة، إلا أن النادي لا يرغب في التأثير على التوازن الراهن للفريق.
ويستحضر مسؤولو النادي تجربة الموسم الماضي، عندما أبرم باريس سان جيرمان صفقة مع خفيتشا كفاراتسخيليا من نابولي مقابل 70 مليون يورو، وهي صفقة لعبت دورًا مهمًا في مسيرة الفريق الأوروبية. ومع ذلك، تنظر الإدارة إلى تلك الصفقة باعتبارها استثنائية، فُرضت بظروف خاصة ورغبة اللاعب في الانتقال.
حتى المغادرون.. الحذر سيد الموقف
أما بشأن المغادرين، يتبع باريس سان جيرمان ذات النهج الحذر. فقد تصدرت أسماء عدة وسائل الإعلام خلال الأسابيع الأخيرة، مثل لوكاس بيرالدو وماتفي سافونوف، دون اتخاذ أي قرارات حاسمة بشأن مغادرة لاعبين بارزين.
ويعتبر النادي أن جميع عناصر الفريق قد تلعب دورًا مؤثرًا في النصف الثاني من موسم مليء بالتحديات. وهكذا، بدلًا من الانتقالات الشتوية الصاخبة، يتجه باريس سان جيرمان نحو ميركاتو محدود يتأثر أكثر بقيود دوري أبطال أوروبا. طالما استمر هذا النظام في تقديم جدول زمني ضيق، سيظل النادي الباريسي مضطرًا للتكيّف مع هذا الواقع، مركزًا على الاستقرار الفني كأولوية.




